تراجع عدد مخادع الهواتف العمومية في المغرب بنسبة 95 بالمئة في ظرف خمس سنوات، وانتقل من 163 ألف مخدع هاتفي خلال سنة 2011، إلى 18 ألفا في مع نهاية شهر يونيو من سنة 2016، قبل أن ينخفض إلى أقل من 9 آلاف مع بداية شهر غشت الجاري، 76 في المئة منها مرتبطة بشبكة اتصالات المغرب الهاتفية. واعتبر خبراء الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في تراجع إقبال المغاربة على خدمة محلات "التيليبوتيك" والمخادع العمومية، من ضمنها اتساع دائر الولوج إلى خدمات الهاتف النقال، التي بلغت معدلات قياسية في المغرب. وقالت المصادر ذاتها إن "عدد المخادع الهاتفية والتيلبوتيك في المغرب يواصل تراجعه بشكل مضطرد، نتيجة تعميم الولوج إلى خدمات الهاتف النقال بمجموع التراب الوطني، وتراجع أسعار المكالمات الهاتفية إلى مستويات قياسية في المغرب". وأشارت إلى أن معدل الأسعار الخاص بالمكالمات الهاتفية، دون احتساب معدلات أسعار العروض الترويجية، بلغ نحو 23 سنتيما للدقيقة، ومعدل سعر الدقيقة في محلات "التيليبوتيك" كان يقارب درهما واحدا، وهو ما جعل اللجوء إلى خدمات الهواتف العمومية يتراجع بشكل لافت. وساهمت العروض الترويجية الخاصة بالمكالمات الهاتفية المحلية والدولية في تخلي معظم المغاربة عن هذا النوع من الخدمة، التي كانت مزدهرة طوال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، والعقد الأول من القرن الحالي. وتخصص شركات الاتصالات المغربية الثلاث، "اتصالات المغرب" و"أورانج" و"إنوي"، باقات من المكالمات مسبقة الدفع تتراوح ما بين 5 و25 درهما للمكالمات تبتدئ من ساعة واحدة إلى ثلاث ساعات. كما ساهم تخفيض أسعار المكالمات الدولية، خاصة في اتجاه أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وجعلها مماثلة لسعر المكالمات الهاتفية المحلية، في دفع الأسر المغربية إلى استعمالها في التواصل مع أفراد أسرها ومعارفها من مغاربة العالم، وبالتالي التخلي عن استخدام المخادع الهاتفية التقليدية.