جهزت شركة "الرباط للتهيئة"، المكلفة بتنفيذ برنامج "الرباط مدينة الأنوار"، بعض ممرات الراجلين بنظام جديد يعد الأول من نوعه في المغرب، يتيح للراجلين التحكم في إشارات المرور لعبور بعض المحاور الطرقية التي تعرف حركة كبيرة. وأصدرت الشركة، التي يترأسها والي الرباط، وهي شركة تنمية محلية، مطوية خاصة بهذا الجهاز قالت إنه نظام ذكي مصمم لضمان مرور الراجلين بأمان في الشوارع ذات المرور في اتجاهين؛ إذ سيصبح بإمكان الراجلين الضغط على زر ليتحول لون الإشارة إلى الأخضر، ويستعمل هذا النظام منذ سنوات في عدد من مدن العالم. ويتوفر هذا الجهاز، الذي يوجد بعدد من الشوارع التي تم توسيعها بالرباط، منها شارع الحسن الثاني، على عداد تنازلي يخبر الراغب في المرور بالوقت المتبقي المقدر في 35 ثانية، ليتحول اللون الأخضر إلى اللون الأحمر. ويمكن إعادة العملية نفسها من البداية لكن بعد مرور ثلاثة دقائق، وخلال هذه المدة لا تتم الاستجابة للزر، لكي يسمح للسيارات بالمرور. ويبقى اللون الأخضر بالنسبة للسيارات هو الدائم، إلى حين طلب أحد المارين للزر الأحمر للسيارات، آنذاك يمكنها التوقف ويسمح للمارة بعبور الطريق. ويأتي إحداث هذا النظام بعد العديد من شكايات ورسائل المواطنين، ضمنها رسائل عدة لمستشاري فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس المدينة الذين نوهوا بهذا الإنجاز رغم تأخره، ودعوا إلى أن تكون السلامة الطرقية أولوية في تهيئة شوارع العاصمة. ويبقى هذا النظام المعمول به عالمياً إخطار سائقي السيارات بشكل مسبق بوجود أشخاص راغبين في المرور وإعطائهم الأولوية، خصوصاً في المدارات الحضرية التي تتوفر على أكثر من طريق مزدوج. وتسبب توسيع عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة الرباط في حوادث سير مميتة في الأشهر الماضية، وكان مستشارو فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس مدينة الرباط قالوا إن شركة الرباط للتهيئة "لا تحترم قواعد السلامة الطرقية في أوراشها"، ووجهوا إثر ذلك رسالة إلى محمد مهيدية، الوالي الجديد على جهة الرباطسلاالقنيطرة عامل عمالة الرباط. وأشاروا في هذه المراسلة إلى "استمرار حوادث السير التي يروح ضحيتها الراجلون بشارع الحسن الثاني، إثر تأجيل العمل بالإشارات الضوئية المتواجدة على ممرات الراجلين"، و"غياب شبه تام لتشوير السلامة على أوراش الشركة مما يؤدي إلى حوادث سير عديدة، منها حادث سير وقع في شهر رمضان المنصرم بشارع عبد الرحيم بوعبيد". جدير بالذكر أن مشروع "الرباط مدينة الأنوار" يضم محاور أساسية عدة، وهي تثمين الموروث الثقافي والحضاري للمدينة، والحفاظ على الفضاءات الخضراء والبيئة، وتحسين الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب، ودعم الحكامة. كما تهم هذه المحاور أيضاً إعادة تأهيل النسيج الحضري، وتقوية وتحديث تجهيزات النقل، وبعث الدينامية في الأنشطة الاقتصادية، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية. وتم رصد اعتمادات مالية تبلغ 9 مليارات درهم، على أربع سنوات، لهذا المشروع.