تابع جمهورٌ غفير، حلّ من مختلف أحياء مدينة المضيق ونواحيها، سهرة عيد العرش من "مهرجان الشواطئ" في دورته السادسة عشر، الذي تنظمه "اتصالات المغرب" في موسم الصيف من كل سنة. وقد تميزت الليلة بكونها نظمت احتفالا بمناسبة عيد العرش، فكان فيها للأغاني والأعلام الوطنية نصيبٌ كبير، وتفاعل من الجمهور الحاضر. سهرة امتزجت فيها ثلاثة ألوان غنائية مختلفة، بين ما هو مغربي، ومشرقي، وعصري تمثّل في أغاني الراب التي أتحفت بها مجموعة الفناير جمهورها. هذه الأخيرة كانت أوّل من اعتلى ركح "مهرجان الشواطئ" في هذه السهرة، وتحركت على الخشبة بتناسق، كعادتها، مع الأصوات والموسيقى، مما زاد من تفاعل الجماهير وترديدها لكافة الأغاني التي صدحت بها حناجر أعضاء المجموعة، والتي بدا أنها تحفظها عن ظهر قلب. وبعد الإيقاع الصاخب لفنّ "الراب" وما يعرفه من رقص وتفاعل محموم من الجمهور، جاء الدور على المطربة المغربية دنيا باطما، التي غنّت "كوكتيلا" متنوعا من أغانيها ومن أرشيف الأغاني المغربية، وتميز بتنوّع الإيقاعات بين الحماسي الوطني وبين الرومانسي الهادئ. ودون أن يقل حماس الجمهور أو أعداده الغفيرة أو يفتر تفاعله، اعتلت المطربة اللبنانية كارول سماحة الخشبة منتقلة بإيقاع السهرة نحو أجواء مشرقية لبنانية، كان فيها لأغانيها الرومانسية النصيب الأكبر. سماحة التي آثرت أن يكون لحضورها بالمغرب بصمة خاصة، قامت بإهداء الجمهور الحاضر أغنية من الأغاني التي تنوي إصدارها في ألبومها الجديد. تزامنُ السهرة مع عيد العرش جعل سماحة تتفاعل مع الجوّ العامّ؛ حيث عبّرت عن حبها وعشقها للمغرب، قائلة: "لي الشرف كمطربة أن أكون حاضرة بالمملكة المغربية وهي تحتفي بعيد العرش"، داعية للملك محمد السادس بالنصر والسعادة. يذكر أن مهرجانالشواطئ لاتصالات المغرب "يعد أكبر مناسبة يعرفها المشهد الموسيقي المغربي. وقد عاد من جديد، بعد توقف، ابتداء من 14 يوليوز 2017 في المدن الساحلية المغربية من خلال سهرات موسيقية تمتع المتفرجين الذين يقبلون بكثرة على هذا الحدث الفني." ومن خلال برنامج متنوع، يجمع بين النجوم المغاربة والشرقيين، من فنانين رئيسيين يحضرون من جميع الجهات، وفرق تقليدية وفنانين يمثلون المشهد الحالي، إلى جانب فرق محلية، استطاع مهرجان "الشواطئ لاتصالات المغرب" أن يحتل مكانة متميزة في الأجندة الثقافية والفنية الوطنية؛ إذ حضره في السنة الماضية أزيد من 6.5 ملايين متفرج، وفق بلاغ أورده المنظمون. ولازال الجمهور، في النسخة 16 من المهرجان، على موعد مع أسماء فنية مغربية وشرقية وازنة، ستقوم بتقديم سهرات في المنصات التي تم وضعها بالقرب من الشواطئ أو في أماكن تشهد إقبالا كثيفا بعدد من المدن.