في إطار المشروع الجامعي لإعادة الاعتبار لموقع قصبة أكادير أوفلا، واحتفالا بعيد العرش، تنظم تنسيقية طلبة الدكتوراه والماستر في التراث والتنمية بجامعة ابن زهر، بتعاون مع الجمعية المغربية للتراث، منذ نهاية الأسبوع، زيارات موجهة لفائدة زوار موقع أكادير أوفلا حول الأبحاث الأثرية. وقالت الطالبة الباحثة في سلك الدكتوراه عضو اللجنة المنظمة، فطومة امحاميودي: "ارتأينا كطلبة الماستر والدكتوراه تراث وتنمية بجامعة ابن زهر أكادير، تنظيم زيارات موجهة إلى موقع قصبة أكادير أوفلا؛ وذلك قصد إمداد زوار القصبة ببعض الشروحات التي من شأنها التعريف بها تاريخيا، ومقاسمتهم مستجدات أبحاثنا العلمية في سلك الدكتوراه، على اعتبار أن عددا منا يعِدّ رسائل دكتوراه حول موقع أكادير أوفلا التاريخي". وبالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه الأنشطة المُفعّلة بموقع القصبة، وفقا للمتحدثة، إلى "إحاطة الزوار بجديد الأبحاث الأثرية التي توصّل إليها فريق بحث أركيولوجيا تراث وتنمية، الذي يشرف على الدراسة الأركيولوجية للموقع، وهو مشروع ثقافي نشتغل عليه منذ سنوات بتعاون مع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والجماعة الترابية لأكادير، الرامي إلى إبراز القيمة الأثرية والتاريخية للموقع". وأضافت امحاميودي: "نهدف من خلال هذا النشاط إلى التواصل مع ساكنة أكادير وزوارها والنبش في تاريخ القصبة باعتبارها جزء من الذاكرة المحلية لمدينة أكادير، والبحث في أفق تثمينها وتوظيفها في التنمية المحلية؛ وذلك عبر تقصي آراء ومقترحات زوار الموقع في ما يخص آليات إعادة الاعتبار لهذا الموقع التاريخي". من جانبه، قال الطالب الباحث في سلك الدكتوراه رضوان مانوز: "إننا نحاول من خلال هذه الزيارات أن نعرّف بتاريخ القصبة والأهمية التاريخية التي تتقلدها، باعتبارها شاهدا تاريخيا على حضارات عريقة عدة استوطنت المنطقة، وأن نبرز أهمية مشروع الدراسة الأركيولوجية للموقع، باعتباره مشروعا جامعيا يروم استرجاع جزء من الذاكرة المحلية والمساهمة في التنمية، والتحسيس بأهمية الحفاظ على القصبة لكونها إرثا معماريا ثقافيا عريقا لا بد لنا نحن كساكنة أن نحافظ عليه للأجيال القادمة". وعن جديد الأبحاث الأثرية بالموقع، أورد الباحث مانوز أن "الحفريات التي قام بها فريق البحث أركيولوجيا تراث وتنمية مكنت من العثور على مجموعة من المرافق العمومية بالقصبة، كصومعة المسجد وبعض مرافقه والمدرسة القرآنية والحديقة العمومية، وأيضا من الكشف على بقايا المسرح الذي شيد على شاكلة المسارح الرومانية، فضلا على منصة تعود إلى العصر السعدي كانت توضع عليها المدافع الموجهة إلى البحر، كما أن الحفريات كشفت عن كون الحي العمومي بالقصبة يحتوي على بقايا أثرية تعود إلى فترات تاريخية متعاقبة وضاربة في القدم، كما هو الشأن لبقايا الحضارة البرتغالية، وهذا يكتسي أهمية كبيرة من الناحية الأثرية والتاريخية وكفيل بأن يشكل مصدر جذب للسياح".