بمناسبة الذكرى 54 لزلزال أكادير نظم ماستر تراث وتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير يومي السبت والأحد المنصرمين زيارة موجهة للعموم لقصبة أكادير اوفلا، وذلك لعرض النتائج الأولية للأبحاث الأركيلوجية المقامة في إطار انجاز مشروع "الدراسة الأركيلوجية ورد الإعتبار لموقع اكادير اوفلا"، وهو المشروع الذي يشرف عليه الدكتور عبد الواحد اومليل رئيس فريق بحث اركيلوجيا تراث وتنمية رفقة مجموعة من المتدربين من طلبة ماستر تراث وتنمية. النشاط الثقافي الذي شهده الموقع الأثري أكادير اوفلا شكل فرصة ثمينة لتبادل المعطيات التاريخية واثارة النقاش بين الزوار والطلبة المؤطرين للزيارة حول الأهمية التاريخية والثقافية للقصبة وأفاق استثمارها في التنمية السياحية المستدامة. نشير بالمناسبة الى أن النشاط استقطب عددا كبيرا من الزوار باختلاف جنسياتهم.حيث قام الطلبة المنظمين للنشاط باصطحابهم في جولات خاصة بين مرافق الحي العمومي للقصبة والذي كشفت الحفريات المقامة بالموقع، عن جوانب هامة منها نذكر على سبيل المثال بقايا المسجد وأعمدة المسرح وجدران المستشفى وقاعات الدرس التابعة لمدرسة القصبة… وعن هذا النشاط صرحت لنا سمية الزايدي باحثة في ماستر تراث وتنمية ومشاركة في الأبحاث الأركيلوجية بالقصبة:"نحتفل اليوم بالذكرى 54 لزلزال أكادير بالضبط في موقع اكادير اوفلا المنطقة التي طمس الزلزال معالمها بشكل كلي بحيث لم يعد بمقدور الزوار التعرف عليها.والحفريات التي نقوم بها اليوم في الموقع اتت بغرض ابراز ذاكرة اكادير والنبش عن تفاصيلها في أعماق ركام زلزال 1960. عثرنا على مآثر تعود للعصر السعدي وأخرى لفترة الحماية، تمكنا من الكشف عن جوانب مهمة من مرافق الحي العمومي، صحيح القصبة شيدت في البداية لأغراض عسكرية لكنها مع الزمن تحولت إلى قلعة سكنية ذات مرافق عمومية. للأسف الزلزال طمس هوية أكادير ومهمتنا كباحثين في التراث والآثار هو رد الإعتبار لهذا الموقع، وتعريف ساكنة اكادير خاصة الجيل الجديد بمعلمة احتضنت تاريخ اجدادهم. ومن هذا المنبر نتوجه للجهات المسؤولة بدعمنا ومساعدتنا لتحقيق هذه الآهداف." ومن جانبه أكد الباحث جمال البوقعة أن :" الهدف من هذا النشاط هو التعريف بالنتائج الأولية للحفريات التي أجريت في الموقع، ليبقى الهدف الأساس من الحفريات هو رد الإعتبار لهذا الموقع، وتأهيله ليخدم السياحة الثقافية بالمنطقة والحفاظ عليه للآجيال القادمة." أما أيوب الغمار احد زوار الموقع، فقد عبر عن استحسانه للنشاط قائلا:"لم أكن اعرف الكثير عن موقع اكادير أوفلا، لكن من خلال هذا النشاط استطعت التعرف عن قرب على حضارة القصبة من خلال بقايا المرافق العمومية التي كشفت عنها الحفريات، اضافة الى الأدوار التي لعبتها في مختلف الفترات التاريخية. أعتقد أن مثل هذه الأنشطة قد تساهم بشكل ما في احياء المواقع الأثرية وإثارة النقاشات حولها."