على ضوء الرسالة الشديدة اللهجة التي وجهها الملك محمد السادس إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، والتي عبر فيها عن إدانته للسياسات الإسرائيلية داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الحازم لإلزام إسرائيل بوقف الممارسات التي اتخذتها مؤخرا في القدس؛ أكد مدافعون عن القضية الفلسطينية أن موقف المغرب أسهم في النصر الذي حققه المقدسيون، بعد إزالة السلطات الإسرائيلية التجهيزات الأمنية في محيط الحرم القدسي. في هذا الصدد، قال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين: "كنا ننتظر هذا الموقف الملكي من أزمة الأقصى، وكنا نعرف أنه لن يبخل علينا بموقف مهم في مستوى الحدث"، مشيرا إلى أن رسالة العاهل الملكي "كانت من بين المواقف الأساسية التي أسهمت في تراجع الكيان الصهيوني عن إجراءاته المستهدفة لبسط يده على المسجد الأقصى". وأورد السفياني، في تصريح لهسبريس، أن هيئته سبق لها أن طالبت ملك المغرب، باعتباره رئيسا للجنة القدس وباعتبار الدور التاريخي الذي تلعبه الرباط في القضية الفلسطينية، بضرورة التحرك العاجل لإرغام إسرائيل على التراجع عن الإجهاز على المسجد الأقصى. وطالب الناشط المغربي حكام العرب والشعوب بالوقوف إلى جانب القدس في هذه المحنة، وعدم التخلي عنها بأي شكل من الأشكال، وزاد: "المواقف الشعبية يجب أن تكون أكثر قوة لتعبر عن رفضها المطلق لهذا المخطط الصهيوني". من جانبه، اعتبر الفلسطيني عودة عبد الفتاح، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن المغرب معروف بمواقفه المتعاطفة والمؤيدة للقضية الفلسطينية، و"في هذا السياق تأتي الرسالة الملكية إلى الأممالمتحدة، لتؤكد بشكل واضح وصريح أن الإجراءات الإسرائيلية غير مقبولة ولا تتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية". وعن الموقف العربي تجاه أزمة الأقصى، أوضح الأستاذ المتخصص في الشؤون الفلسطينية أن "وحدة الموقف العربي والإسلامي تكاد تكون غائبة بسبب ما يحدث من تصدعات داخلية في هذه الدول"، خصوصا في مصر وسوريا والعراق، وبعض دول الخليج مع قطر. وقال الخبير في العلاقات الدولية: "العالم العربي اليوم لا يستطيع أن يفرض معادلة دولية يلزم من خلالها إسرائيل على احترام الشرعية الدولية وحقوق الفلسطينيين"، لافتا إلى أنه في ظل غياب موقف دول الخليج ومصر والعراق "يصبح الموقف العربي باهتا وغير ذي جدوى". وربط المصدر ذاته هذا التراجع في المنطقة بصعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أخذ بحسبه مسافة بعيدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعلاقته مع إسرائيل، بل أكثر من هذا يقول عودة عبد الفتاح: "ترامب يمسك بأوراق ضغط كبيرة تجاه العالم العربي، خصوصا في دول الخليج". وكان ملك المغرب قد أكد، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، باعتباره رئيس لجنة القدس، أن "السلطات الإسرائيلية تمادت في انتهاكاتها الممنهجة بمدينة القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في خرق سافر لقرارات الشرعية الدولية". وندّد الملك محمد السادس، في رسالته، بلجوء إسرائيل إلى هذه الإجراءات، وقال: "في كل مرة تلوح فيها بوادر فرصة لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، تلجأ هذه الأخيرة إلى افتعال أحداث، وخلق توترات لإجهاضها"، معتبرا أن ما أقدمت عليه يأتي "رداً على الجهود الإقليمية والدولية التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي استشعر من خلالها المجتمع الدولي بوجود مناخ إيجابي من شأنه نقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مراحل متقدمة من التسوية". إلى ذلك أيضاً، أكدت الحكومة الفلسطينية أن دخول المسجد الأقصى المبارك أمس هو "لحظة تاريخية عظيمة تمهّد للتحرير، وتبشر بقرب زوال الاحتلال الإسرائيلي لا محالة، وتذكّر بانتصارات أمتنا المجيدة التي كان لأهلنا في القدس وأبناء شعبنا الفلسطيني دائماً الدور الرئيسي فيها على مر التاريخ".