أتى حريق اندلع صباح اليوم الأربعاء بغابة الودكة، بجماعة الرتبة بإقليم تاونات، على حوالي هكتار واحد من الغطاء الغابوي، قبل إخماده من طرف "فيلق" حراسة الغابة من الحرائق المرابط بالمنطقة، والمكون من عناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة والمياه والغابات والدرك الملكي. وكانت عناصر الحراسة قد تمكنت من محاصرة الحريق في مهده بعد أن هرعت إلى مكان اندلاعه بالمقطع المعروف ب"تاليالفت" قرب دوار الزغاريين، المتواجد غير بعيد عن المكان الذي اندلعت فيه حرائق مهولة الأسبوع الماضي، وهي الحرائق التي كانت قد تواصلت على مدى ثلاثة أيام قبل التغلب عليها بعد تدخل طائرات الإطفاء وتجنيد وسائل لوجستيكية وبشرية ضخمة. وقال عبد الحق أبو سالم، رئيس جماعة الرتبة، في اتصال بهسبريس، إن "حريق اليوم يعد السابع من نوعه الذي يضرب غابة الودكة في أقل من شهر ونصف"، مبرزا أن هذا الحادث "يؤكد بالملموس أن مزارعي القنب الهندي هم من يستهدف غابة الودكة عبر تدبير هذه الحرائق؛ وذلك لأجل الترامي على أراضيها لاستغلالها في زراعة الكيف". وأوضح أبو سالم أن وقت اندلاع حريق هذا اليوم لم تكن هناك درجة حرارة مرتفعة، ولم يكن هناك لا برق ولا رعد، اللذان قال عنهما المتحدث ذاته بأنهما "بريئان من ذلك براءة الذئب من دم يوسف"، في إشارة منه إلى إرجاع مصالح المياه والغابات سبب اندلاع حرائق الأسبوع الماضي إلى عامل البرق. وأبرز المتحدث ذاته أن هناك مزارعين يستغلون حاليا مساحات مهمة وسط الغابة في زراعة القنب الهندي، مشيرا إلى أنه "لا يمكن السكوت على تدمير الملك الغابوي والتآمر عليه"، مستغربا إشعال الحريق في ظل تواجد "المخزن" بالمنطقة، ومتسائلا عن جدوى مرابطة عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة والدرك هناك، و"النار تشب بين أرجلهم، ودون تمكنهم من توقيف الفاعل". وحذر المتحدث ذاته من مغبة عدم توقيف الجناة مبرزا أن ذلك سيترتب عنه اندلاع حرائق أخرى بغابة الودكة، التي قال عنها "نها "تمتد على مساحة عشرة آلاف هكتار، وتزخر بأصناف شجرية نادرة".