أصدرت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتغذية والوسط البيئي الإسبانية قرارا بالجريدة الرسمية يقضي بالسماح بدخول المواشي المغربية الثغرين المحتلين سبتة ومليلية من فاتح شهر غشت إلى اليوم الثاني من شهر شتنبر المقبلين؛ وذلك بعدما أمرت سابقا ب"وقف استيراد جميع المنتجات اللحمية والعلفية والمواشي الحية القادمة من المغرب، كتدبير وقائي لتفادي إلحاق الأذى بصحة المواطنين أو إصابتهم بمرض الحمى القلاعية". وذكر القرار الوزاري المشار إليه أن المواشي المغربية التي سيسمح لها بولوج معبري مدينتي سبتة ومليلية يجب أن تستوفي بعض التدابير الوقائية ضد مرض الحمى القلاعية القاتل، مشيرا في السياق ذاته إلى أن "الأشخاص الراغبين في نقل ماشيتهم إلى الثغرين ملزمون بالتوفر على شهادة ممنوحة من قبل طبيب بيطري؛ وذلك بغية ضمان سلامة اللحوم المستوردة، استعدادا للاحتفال بمناسبة عيد الأضحى المقبل". وتبعا للمصدر الرسمي ذاته، فإن العناصر الأمنية المرابطة بحدودي ثغري سبتة ومليلية ستقوم بمراجعة الرخص الممنوحة من قبل مصالح الخدمات البيطرية المغربية للتأكد من صحة المعطيات الواردة فيها، موضحا أن "جميع المواشي المستوردة من المغرب سيتم نقلها عبر شاحنات مرخص لها نحو مسالخ معدة لاستقبال القدر الكافي من الأضاحي قبل يوم العيد؛ وذلك بهدف توفير الظروف الصحية الملائمة لها". وأشار القرار، الذي جاء لوضع حد لملف أثار الكثير من الجدل، إلى أن "أخصائيين في مجال الطب البيطري سيقومون بتنظيف وتطهير وتعقيم جميع المواشي باستعمال مادة كيميائية فعالة ضد فيروس الحمى القلاعية، وذلك قبل وصولها إلى التراب الإسبانية"، مبرزا أن "هؤلاء الأخصائيين سيعملون على تسليم وثيقة تضم جميع المعطيات المتعقلة بالماشية، وكذا الرقم المرجعي للعربة التي ستقوم بنقلها إلى المسلخ". جدير بالذكر أن مصطفى أبرشان، زعيم حزب التحالف من أجل مليلية ذات الأغلبية المسلمة، هدّد بتنظيم مظاهرة للمطالبة بالسماح بدخول المواشي المغربية إلى ثغري سبتة ومليلية دون قيد أو شرط؛ وهو الموقف الذي أثار حفيظة خوان خوصي إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية، والذي يرى أيضا أن المعارض أبرشان "يحاول زرع الفتنة بين مواطني البلد الواحد عبر الدعوة إلى التظاهر في الشارع".