مع اقتراب موعد مؤتمره الوطني الثامن، يعيش حزب العدالة والتنمية، القائد للحكومة، حركية غير عادية بسبب التباين الكبير الذي أصبح جليا بين تيارين؛ الأول يدعو إلى التجديد للأمين العام الحالي، عبد الإله بنكيران، والثاني يحذر من هذا التوجه. المعطيات التي حصلت عليها هسبريس تؤكد أن هناك تحركات مكثفة لما بات يعرف بتيار الاستوزار داخل حزب العدالة والتنمية لمنع مقترح تعديل النظام الأساسي للحزب بحذف المادة 16 التي تنص على أنه "لا يمكن لعضو أن يتولى إحدى المسؤوليات الآتية لأكثر من ولايتين متتاليتين كاملتين: الأمين العام، رئيس المجلس الوطني، الكاتب الجهوي، الكاتب الإقليمي، الكاتب المحلي"؛ وذلك بضرورة عرض المقترح للتصويت على أعضاء المجلس الوطني لإدراجه في جدول أعمال المؤتمر الوطني القادم. وفي هذا الصدد، كشفت مصادر من داخل حزب "المصباح" أن تيار المستوزرين أصبح يقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها، بهدف الإطاحة بالأمين العام عبد الإله بنكيران وقطع الطريق أمامه لولاية ثالثة، بدعوى أن استمراره مجددا سيجعل الحزب في صدام مع الدولة وأعلى سلطة فيها. وتبعا لذلك، سجلت المصادر التي تحدثت لهسبريس أن هناك تواصلا مكثفا لهؤلاء الوزراء مع الهيئات المجالية التابعة للحزب على المستوى الجهوي والمحلي، في نوع من التعبئة القبْلية لثني المجلس الوطني عن مناقشة نقطة تعديل النظام الأساسي. رئيس الحكومة الذي يشغل منصب رئيس المجلس الوطني ل"البيجيدي"، سعد الدين العُثماني، والوزراء لحسن الداودي ومصطفى الرميد وعزيز الرباح، أعضاء الأمانة العامة، يعقدون لقاءات مغلقة يُستدعى لها المنتخبون وبعض أعضاء الهيئات المجالية، كان آخرها في مدينة بني ملال، على هامش الزيارة التي قامت بها الحكومة في إطار جولتها بالجهات، تصب في مجال التواصل القبلي لمنع بنكيران من ولاية ثالثة. ويذكر أنه تم الاتفاق على أن تتم دعوة 2000 من أعضاء الحزب إلى المؤتمر الوطني الثامن، ضمنهم 1500 من الأقاليم والباقي كمؤتمرين بالصفة، وهم البرلمانيون ورؤساء الجماعات ومكاتب الهيئات الموازية، بالإضافة إلى أعضاء المجلس الوطني. وكان بنكيران برر الدوافع التي يمكن أن تجعله يعود إلى كرسي الأمانة العامة بالأمور الخارجة عن إرادته، بقوله أكثر من مرة: "الله تعالى حتى في الأمور المحرمة ربط بعض الأمور بالاضطرار"، مستدركا: "إذا لم يضطر له الإخوان. أما أنا فلا أطلب من أي أحد في الكرة الأرضيّة، أو أي أخ أو أخت، أي شيء باستثناء الرحمة والاستغفار من الله". وأضاف: "قلت للمغاربة إنني لن أدخل في هذا الموضوع لأننا لا نرشح أنفسنا ولا أتكلم بالغيب"، موردا "مرحلتي انتهت من الناحية القانونية، إلا إذا وقع شيء لا نعرفه من خلال مطالب الناس أو مصلحتهم أو يتضح أن هناك أمورا غير عادية".