أكد مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، أن حل أزمة الريف، التي دخلت شهرها التاسع على التوالي، لن يكون إلا بإطلاق سراح المعتقلين ووقف المتابعات في حق النشطاء. وأضاف البراهمة، في تصريح لهسبريس، أن "المفتاح هو إطلاق سراح المعتقلين ثم الحديث في القضية، وإطلاق السراح أمر لا يتطلب خبراء كبار، ويجب أن تكون هناك رجاحة عقل لدى الدولة ورجالها". وأصدر حزب النهج الديمقراطي، ذو التوجه اليساري، بياناً حول المنع الذي تعرضت له "مسيرة 20 يوليوز" بالحسيمة، حمّل فيه ل"المخزن وأجهزته، وعلى رأسها وزارة الداخلية، مسؤولية نتائج هذه الأعمال". وشدد الحزب، في بيانه، على أن "الحل يتمثل في إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، وإلغاء المتابعات ضدهم، ورفع العسكرة عن الريف، وتلبية المطالب المشروعة بالتفاوض مع قادة الحراك". واعتقل، منذ أشهر، أكثر من 100 ناشط في احتجاجات الريف، بعضهم متابع في الحسيمة، والآخرون منهم قادة الحراك يوجدون بالسجن المحلي بالدار البيضاء؛ أبرزهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول ونبيل أحمجيق وسيليا الزياني. وتحدث "رفاق البراهمة" عن لجوء قوات الأمن في الحسيمة إلى" تطويق المدينة وإغلاق جميع مداخلها، بما في ذلك الطرق والمسالك الثانوية، وتمترس عناصر الأمن في كل شبر من محيطها، واحتلال الساحات العمومية". وأشار النهج الديمقراطي إلى أن "السلطات لجأت إلى تفتيش سيارات المتوجهين إلى الحسيمة، واحتجاز هوياتهم، ومنعهم من الالتحاق بالمسيرة"، وتحدث عن "إفراط في عزل المدينة عبر قطع شبكة الإنترنيت وحتى الكهرباء في بعض الأحياء". وانتقد البراهمة، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، لجوء السلطات إلى منع المسيرة، مشيراً إلى أن مسيرة الرباط التضامنية عرفت مشاركة 100 ألف متظاهر ومرت بسلام. وقال السياسي نفسه: "الحسيمة فيها 50 ألف شخص، وكان ممكناً ترك مسيرة 20 يوليوز تمر بشكل عادي دون اللجوء إلى المنع والتدخل فيها بشكل عنيف". ويرى الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي أن احتجاج 20 يوليوز في الحسيمة كان ناجحاً، بالرغم من المنع الذي أصدرته السلطات، واعتبر أن "الدولة تعمق جراح الحسيمة بمقاربتها الحالية"، وزاد قائلاً: "الجراح والحقد سيكبران بعد 15 عاماً لدى أطفال الحسيمة الذين عايشوا كل أشكال المنع والظلم الحكرة طيلة الأشهر الماضية". وحمّل البراهمة مسؤولية استمرار تأزم الأوضاع في الريف للدولة، واعتبر أن الحكومة "لم تقم بأي مبادرة لحل الأزمة"، وقال إن "ما تقوم به حكومة العثماني ليس بتدبير أزمة وتدبير مخاطر، بل تعميق للمخاطر، وإذا كانت الحسيمة تحتج اليوم فيمكن للمغرب غداً أن يحتج بكامله". وشدد المتحدث على أهمية إرساء إستراتيجية لإنعاش التشغيل في المنطقة، حيث دعا إلى "البحث في نقاط قوة الحسيمة"، وقال إن "البنيات التحتية متاحة نسبياً، والتعليم والصحة يمكن أن يعالج نسبياً؛ لكن التشغيل هو الملف الجوهري ويتطلب وقتاً، ويجب على الحكومة فتح الحوار مع كل المعنيين ودعوتهم إلى متابعة تنفيذ المشاريع وتنزيلها على أرض الواقع". وبخصوص نسب دعوات الاحتجاج يوم 30 يوليوز، الذي يُصادف عيد العرش في المغرب، إلى أعضاء في حزب النهج الديمقراطي، نفى البراهمة أي يكون حزبه قد دعا إلى الخروج إلى الشارع بهذه المناسبة، حيث صرح قائلاً: "لم ندعُ إلى أية مسيرة في يوم 30 يوليوز. هناك من يريد دائماً أن يتهمنا، وآخر بياناتنا كانت واضحة". وبرزت، في الأيام الأخيرة، دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى احتجاج يوم 30 يوليوز؛ لكن نشطاء الحراك تبرؤوا من مثل هذه الدعوات. والحال ذاته بالنسبة إلى عائلات المعتقلين والمعتقلين أنفسهم، الذين قالوا إنها دعوات مجهولة "تحاول الإيقاع بين معتقلي حراك الريف وبين الدولة".