علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن اجتماعا عاصفا ترأسه عبد العزيز العماري، عمدة مدينة الدارالبيضاء، بحضور رؤساء المقاطعات ال16، تطرق بإسهاب إلى وضع النظافة الكارثي هذه الأيام. وحسب مصادر الجريدة فإن اجتماع ندوة الرؤساء عرف نقاشا حادا حول الوضعية الكارثية لقطاع النظافة، إذ باتت العديد من المناطق بمختلف المقاطعات عبارة عن بؤر سوداء. وعبر عدد من الأعضاء الحاضرين في الاجتماع عن تذمرهم من العمل الذي تقوم به شركتا النظافة بالمدينة المفوض لهما تدبير القطاع، مطالبين بسن غرامات في حقهما من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، والحد مما تعرفه شوارع وأحياء الدارالبيضاء من انتشار للأزبال. وجاء غضب الأعضاء ذاتهم إثر تقرير أسود تقدمت به شركة الدارالبيضاء للخدمات، رصدت من خلاله الوضعية الكارثية للقطاع، كما كشفت فيه إخلال كل من شركة "سيطا" الفرنسية و"أفيردا" اللبنانية بدفتر التحملات الموقع معهما أثناء التفويض لهما. وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس فقد جرى رفع الغرامات المالية على الشركتين، بناء على التقرير المقدم من طرف شركة الدارالبيضاء للخدمات، إلى خمسة ملايين درهم خلال كل شهرين. ولفتت مصادر الجريدة إلى أن شركتي النظافة بالمدينة لم تلتزما كذلك بالبند المتعلق بضرورة تجديد أسطولهما من الشاحنات والعتاد المستعمل في هذا الإطار. من جهته، أكد نائب عمدة الدارالبيضاء، محمد حدادي، المكلف بتدبير قطاع النظافة، أن أغلب المقاطعات بالمدينة تعرف انتشارا للأزبال، واصفا الوضعية ب"المزرية في عدة مناطق، ضمنها مولاي رشيد، وعين الشق وحتى وسط المدينة". وأوضح حدادي، في تصريحه لهسبريس، أن المجلس قام منذ العام الماضي بحذف النفايات الهامدة على شركات النظافة، لكونها تكلف أموالا طائلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجزاءات المنصوص عليها في دفتر التحملات لم يتم تطبيقها كليا. وتشهد مختلف أحياء وشوارع العاصمة الاقتصادية انتشارا للأزبال، ما جعل عددا من المواطنين البيضاويين والجمعيات تحتج على هذا الوضع، داعية إلى ضرورة إخراج المدينة من هذه الكارثة. وكان الملك محمد السادس خصص خطابا شهيرا حول مدينة الدارالبيضاء، تحدث فيه بإسهاب عن الوضع البيئي الكارثي بأكبر مدينة، وانتقد فيه تدبير الشأن المحلي في مجال قطاع النظافة.