رغم التدخل الأمني الذي طال "مسيرة العطش" بمدينة وزان، الذي خلف إصابة 6 أشخاص بكدمات وإصابات بأنحاء متفرقة من أجسادهم، إلى جانب إصابة شخص آخر بجرح غائر استدعى رتقه، قرر المحتجون، المنتمون إلى دواري المناثة وخراشيش بجماعة زومي، الدخول في اعتصام بساحة 3 مارس ومبيت أمام بوابة عمالة الإقليم بمدينة وزان كتعبير عن رفضهم للمقاربة الأمنية "القمعية" التي طالت الشكل الاحتجاجي السلمي. وعمد الغاضبون إلى افتراش الأرضية الإسمنتية ببوابة عمالة وزان وقضاء الليلة وسط الشارع العام، إلى حين محاورتهم والعودة بنتائج إيجابية تضع حدا لمعاناة سكان المنطقة، خاصة دواوير المناثة واخراشيش والعنصار، بفعل انتشار آبار عشوائية أثرت على الفرشة المائية وتسببت في نضوب عيون جماعية. أحد المحتجين قال في تصريح لهسبريس: "المنطقة تعرف انتشارا عشوائيا لأكثر من 10 آبار يفوق عمها 100 متر مزودة بمضخات تستغل لري حقول الكيف، بينما تعاني الساكنة من خصاص كبير في التزود بهذه المادة الحيوية؛ وذلك بتواطؤ ومباركة من السلطة المحلية"، بتعبيره. وأشار المتحدث، الذي رفض كشف هويته، إلى حالة الرعب التي يعيشها السكان، ومنها "الاعتداء على أحد المتضررين من قبل أحد مستغلي الآبار وإسكاته ببعض الدراهم لطي الملف"، مضيفا أن ساكنة الدواوير سالفة الذكر تقضي أكثر من 8 ساعات لجلب 30 لترا من الماء "واش نشربوها ولا ندوشو بها ولا نصبنو ولا نشربو الغنم"، وفق تعبيره. واستحضر المتحدث إقدام أحد مالكي الآبار على التهديد بذبح ابنته خلال محاولة سابقة من السلطات المحلية لردم البئر العشوائي الذي يستغله، وقال: "واش هادي دولة، واش هذا مخزن"، وعبّر عن استعداد الساكنة لنقل مطالبها إلى القصر الملكي بالرباط. من جانبه، استنكر محتج آخر، من وسط المعتصم، التدخل الأمني واصفا إياه "بالهمجي"، وقال: "لو أردنا العنف والبلطجة لاستعملناهما مع مالكي الآبار. نحن هنا من أجل الماء والحوار، ولا تنازل عن القضية".