أرسى الملك محمد السادس علاقة وطيدة بين تطوير الممارسة الرياضية، وخاصة لعبة كرة القدم في القارة الإفريقية، وممارستها من طرف ملايين الشباب، وبين محاربة الفكر المتطرف لدى هذه الفئة العمرية، فضلا عن مساهمتها في الحد من مهالك الهجرة السرية نحو الضفة الأوروبية. ووجه العاهل المغربي اليوم الثلاثاء رسالة بمناسبة افتتاح أشغال المناظرة الدولية حول كرة القدم الإفريقية، بمشاركة شخصيات قادمة من مختلف أنحاء العالم، من بينها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، تلاها وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي. ومما ورد في الرسالة الملكية "إذا كانت إفريقيا غنية بثرواتها الطبيعية، فهي غنية، قبل كل شيء، بشبابها، الذي يمثل ثلثي ساكنة القارة، والذي نثق في قدرته على المساهمة الفاعلة، في تحقيق الإقلاع الذي نتطلع إليه جميعا، إذا ما وفرنا له الظروف المواتية للتعبير عن مواهبه وصقلها". ويضيف الجالس على عرش المملكة "من هذا المنطلق، فإن تطوير الممارسة الرياضية بكل أشكالها، وكرة القدم بالخصوص، يمثل إحدى الركائز الأساسية لتنمية الشباب، وإدماجهم في محيطه الاجتماعي والاقتصادي، ولتقوية مناعتهم ضد كل أشكال الانحراف والتطرف، والمغامرة بأرواحهم وبمستقبلهم عبر اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية". ووصف العاهل المغربي كرة القدم بكونها لعبة تقوم على القيم والمبادئ، قبل أن تكون مجرد رياضة تهدف إلى تحقيق الألقاب فقط"، مبرزا أنها تقوم على إذكاء الروح الرياضية، والعمل الجماعي، والتنافس الشريف، وتساهم في تعزيز الانفتاح والتفاهم والتقارب بين الشعوب. وسجل المصدر أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في إفريقيا، بل وفي العالم، وتحتل مكانة هامة في حياة شعوبها؛ بل إنها تتجذر في أعماق هويتها الاجتماعية"، مردفا أن "تاريخ كرة القدم الإفريقية حافل بالإنجازات في مختلف التظاهرات العالمية، وبالمواهب الكروية الكبيرة، التي تألقت سواء على مستوى القارة، أو في أكبر الدوريات والفرق العالمية". ولفتت الرسالة الملكية إلى أن كرة القدم الإفريقية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، برفع تحديات التحديث والعصرنة، من خلال تحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الإفريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية. وتابعت "المغرب يتقاسم مع أشقائه الأفارقة نفس التحديات، ونفس الطموح، من أجل تطوير وتوسيع نطاق الممارسة الرياضية بشكل عام، والارتقاء بكرة القدم بالخصوص، إيمانا منه بالدور الهام الذي تلعبه في تحقيق التنمية البشرية، وتقوية الاندماج والتلاحم الاجتماعي، وتعزيز الإشعاع الجهوي والقاري والدولي. وبعد أن ذكرت الرسالة بأن المغرب حريص على وضع التجربة التي راكمها في المجال الرياضي، رهن إشارة أشقائه الأفارقة"، أوردت بأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقعت أكثر من 34 اتفاقية، همت العديد من المجالات كالتكوين والبنية التحتية، والطب الرياضي، وتبادل الخبرات التقنية، فضلا عن استقبال التربصات الإعدادية للفرق الوطنية لمجموعة من الدول الإفريقية الشقيقة، بمختلف فئاتها.