تلت ذلك جملة من الشتائم البذيئة، وقبل الجواب على التساؤلات المطروحة كانت تنهال علي الضربات من كل صوب وتنهمر علي كالمطر..أسقطوني أرضا وما هي إلا ثوان حتى كنت معلقا في الهواء وحيدا وسط الظلام من جراء ضبط عقدة " البانضة " قبل تعليقي..وسارت دقات " العصبة" تنزل رتيبة على قدمي...اشتد بي الهول وتعالى صراخي..أصر الجلاد إصرارا على أن أتكلم...وكنت عزمت على عدم الصراخ إبان التعذيب لكن فشلت، وفي كل مرة كنت أنقاد فيها إلى التعذيب كنت أنوي عدم الصراخ لكنني كنت أفشل دائما، فأصرخ أكثر مما كنت أتوقع لأن العذاب كان فوق احتمال أي مخلوق. بعد " العلقة " فكوا قيود رجلي والاهتمام.د بيدي بعد إنزالي من تعليقة الطيارة وأمروني تحت التهديد والتنكيل والشتائم والضرب، أن أقفز على قدمي حتى لا تتورمان وحتى لا تمتلئان بالصديد..وهذا بالطبع ليس من باب الرحمة والاهتمام .ولكن، بالأساس حتى أستطيع تحمل قدر آخر من العذاب عند الحاجة إلى ذلك...لم أستطع الوقوف...لم أقو على القيام واقفا رغم عدة محاولات..فاشتد الضرب من جديد وحمى وطيس الصفع والركل..وبعد لأي وقفت بصعوبة جمة...فصرخ أحد الجلادين طالبا مني الإسراع في الحركة والقفز على الأقدام..شعرت كأن قدمي تنغرزان في مسامير حادة مسنونة...صرخت من الألم ثم سقطت على الأرض ولم أعد أذكر شيئا، وكانت نهاية الحصة الأولى من التعذيب بدرب مولاي الشريف.