عقد حزب العدالة والتنمية يومه السبت مجلسه الوطني الاستثنائي بالرباط، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين قيادات الحزب قبيل الذهاب إلى المؤتمر الوطني المبرمج شهر دجنبر؛ وذلك في وقت كثر الحديث عن وجود خلافات داخلية حادة بين مؤيدين ومعارضين لولاية ثالثة للأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران. العديد من قيادات الحزب عبرت في تصريحات مختلفة، على هامش انعقاد المجلس الوطني الاستثنائي المغلق في وجه وسائل الإعلام، عن معارضتها لتغيير قوانين الحزب لانتخاب بنكيران لولاية ثالثة، خصوصا أن المادة ال16 من النظام الأساسي للحزب تنص على أنه أنه "لا يمكن لعضو أن يتولى إحدى المسؤوليات الآتية لأكثر من ولايتين متتاليتين كاملتين: الأمين العام، رئيس المجلس الوطني، الكاتب الجهوي، الكاتب الإقليمي، الكاتب المحلي". في السياق ذاته قال لحسن الداودي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، في تصريح للصحافة، إنه يرفض تغيير القوانين الداخلية للحزب لحساب الأفراد، وزاد: "لكن موقفي الخاص حر والقرار ملزم.. في حالة اتخاذ قرار غير هذا فأنا ملزم به"، مؤكداً على ضرورة احترام قوانين الحزب. من جهته، سار عبد العزيز الرباح، عضو الأمانة العامة للحزب ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، في الاتجاه نفسه، رافضا ما يتم الترويج له من قبل أعضاء في الحزب والشبيبة على أنه لا يوجد بديل لبنكيران، وقال: "لا يجوز في أي حالة من الحالات أن نتحدث عن أي تعبئة لأي شخص، فالحزب يتوفر على قيادات، كالأخ المصطفى الرميد، وسعد الدين العثماني ومحمد يتيم...". وأكد الرباح، في تصريحات للصحافة، أن الجميع له مكانته داخل الحزب، وأن المؤسسات أكبر بكثير من الأشخاص، وذلك في رد مباشر على الأصوات المطالبة بولاية ثالثة لبنكيران؛ كما اعتبر الخلاف الدائر داخل الحزب "أمرا طبيعيا"، وزاد: "لسنا عبدة للأصنام أو نسخة طبق الأصل لأحد". سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب، حاول خلال تصريحات صحافية تفادي الحديث عن النقاط الخلافية داخل الحزب، مشيرا إلى أن انعقاد المجلس الوطني الاستثنائي جاء بقرار من الأمانة العامة لتحديد مسطرة انتداب المؤتمرين والمندوبين للمؤتمر الوطني الثامن. وقال العثماني: "الحزب اليوم في مرحلة جد دقيقة، وعليه أن يراعيها من خلال رئاسته للحكومة وعدد مهم من الجماعات والجهات، كما أنه مطوق بمسؤولية أمام المواطنين"، مؤكدا استمرار حزبه في "منهاجه الإصلاحي من داخل المؤسسات ووفائه للثوابت الوطنية للبلاد، ومواصلة الإصلاحات في المجالات الديمقراطية والحقوقية". جدير بالذكر أن افتتاح المجلس الوطني الاستثنائي ل"البيجيدي" قد عرف، عند وصول الأمين العام للتنظيم السياسي نفسه، توتراً بين صحفيين والحراس الشخصيين لعبد الإله بنكيران الذين منعوا بعض الصحافيين من أخذ تصريحات منه.