اهتمت الصحف العربية اليوم السبت بالحادثين الإرهابيين اللذين شهدتهما مصر أمس وأسفرا عن مقتل خمسة من عناصر الشرطة في محافظة الجيزة في جنوبالقاهرة ، وسائحتين ألمانيتين في منتجع الغردقة السياحي على البحر الأحمر، وإقدام الشرطة الإسرائيلية على إقفال المسد الأقصى ومنع قيام صلاة الجمعة فيه ومنع الفلسطينيين من الدخول إلى البلدة القديمة في القدسالمحتلة، وتفاعلات الجولة الخليجية الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون . فى مصر، نقلت صحيفة ( الأهرام ) عن بيان لوزارة الداخلية المصرية قوله إن خمسة من رجال الشرطة قتلوا عندما كانوا على متن سيارة شرطة فى طريقهم الى كمين أمني في سقارة في محافظة الجيزة ، حيث قام ثلاثة مسلحين كانوا يستقلون دراجة بخارية باطلاق الرصاص عليهم، مما اسفر عن مقتلهم فى الحال وسرقة أسلحتهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول الإعلام الأمني قوله إن أحد ضباط الشرطة كان على مقربة من الحادث بادل المسلحين إطلاق النار في الحادث الذي أسفر عن مقتل أمين شرطة وأحد الأفراد وثلاثة مجندين. وخصصت الصحيفة من جهة أخرى افتتاحيتها للتعليق على جولة وزيرة الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي قالت إنه "غادر الدوحة أمس الأول، وقفل راجعا إلى بلاده بخفي حنين، بعد فشله، على ما يبدو فى إيجاد مخرج للأزمة القطرية،وإقناع الدوحة بالتخلى عن مواقفها "، معتبرة أن ذلك يؤكد الموقف الذى اتخذته كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين و"تمسكها بمواقفها وتأكيد استمرار إجراءاتها ضد قطر لحين التزامها الكامل بالمطالب المشروعة والعادلة التى تستهدف الوقوف فى وجه الإرهاب وداعميه سواء كانوا دولا أو أفرادا أو جهات ومؤسسات". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال بعنوان "ذيول الارهاب تلعب من جديد"، أنه بعد فشل الوساطة الأمريكية لحل أزمة الدول العربية الأربع، مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع قطر، "استأنفت جماعات الإرهاب محاولاتها لضرب الاستقرار في مصر" بإطلاق عناصر مسلحة النار أمس على إحدى الدوريات الأمنية في الجيزة، مما أسفر عن مقتل 5 من رجال الشرطة. وتحت عنوان "بأمر قوات الاحتلال الاسرائيلي..ممنوع الصلاة في الاقصى"، نشرت الصحيفة تقريرا إخباريا حول منع الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين من الدخول إلى البلدة القديمة في القدسالمحتلة، وقالت إنها "حولتها إلى ثكنة عسكرية ومنعت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بعد تنفيذ 3 شبان عملية إطلاق نار أدت لاستشهادهم ومقتل جنديين إسرائيليين." كما أبرزت اعتقال قوات الاحتلال للمفتي العام الفلسطيني محمد حسين الذي دعا إلى شد الرحال للأقصى والتواجد علي الحواجز لإقامة صلاة الجمعة، مؤكدا أن "لا قوة علي وجه الأرض ستمنعهم من التوجه للأقصي وإقامة صلاة الجمعة فيه". وفي مقال آخر بعنوان "دول المقاطعة : الأزمة أصبحت على نار هادئة. السودان وماليزيا تدخلان على خط الوساطة بعد فشل زيارة تيلرسون"، أبرزت صحيفة ( الجمهورية ) موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من الأزمة والذي ورد أمس على لسان سفيرها في روسيا عمر سيف غباش الذي قال إن "حل الأزمة القطرية مع دول المقاطعة الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لن يكون إلا في إطار إقليمي"، مشددا على أن "اتفاق وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وقطر لن يحل المشكلة الأساسية". وعادت صحيفة (الأخبار) من جهتها إلى الإعلان عن إقرار المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي أول أمس عن منح مصر الدفعة الثانية من الشريحة الأولى بقيمة 1٫25 مليار دولار من قرض الصندوق لمصر بإجمالي 12 مليار دولار لدعم برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري. وقالت إن مصادر مصرفية ربطت تمرير الدفعة الثانية من الشريحة الاولى من قرض صندوق النقد الدولي لمصر للاصلاح الاقتصاي بمجموعة القرارت الاقتصادية اتخذتها السلطات المصرية، كخفض فاتورة دعم الوقود والغاز والكهرباء، ورفع سعر العائد علي الايداع والاقراض بمعدل 4 في المائة ضمن حزمة اجراءات يراها صندوق النقد الدولي ضرورية لمواجهة ارتفاع معدلات التضخم. وذكرت الصحيفة بأن مصر كانت قد حصلت على دفعة أولي بقيمة 2.75 مليار دولار من قرض صندوق النقد الدولي في نوفمبر العام الماضي، ضمن الشريحة الاولى لدعم برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري المقدرة بحوالي 4 مليارات دولار، بعد قرار البنك المركزي المصري 3 نوفمبر السابق بتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار. وبالأردن، تناولت الصحف ردود الفعل المدينة لإغلاق سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس للمسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين، حيث أشارت (الدستور) إلى دعوة الأردن إسرائيل إلى فتح المسجد الأقصى بشكل فوري وعدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد. ونقلت الصحيفة عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، تأكيد الحكومة الأردنية على رفضها أي اعتداء على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في أماكنهم المقدسة بحرية ومن دون أي إعاقات، مشيرا إلى أن الأردن وظف وسيستمر في توظيف أدواته الدبلوماسية والقانونية والسياسية كافة للتصدي لأية محاولات لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (الغد) من جانبها، إلى أن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمنع الصلاة في المسجد الأقصى أمس، أثار استياء عارما في أوساط "الفيسبوكيين" الأردنيين الذين استنكروا هذا القرار واعتبروه سابقة خطيرة. وأضافت أن قرار المنع جاء في أعقاب العملية الفدائية التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين في باحات المسجد أمس، وأدت إلى مقتل شرطيين إسرائيليين، إضافة استشهاد منفذي العملية، الذين يقيمون في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر. وارتباطا بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، اعتبرت صحيفة (الرأي) في مقال لها أن القرار الأخير لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بإدراج البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي يعتبر فرصة لرفع الظلم والنسيان الذي تعرض له هذين المكانين على مر سنوات الاحتلال وعلى مر الانتهاكات المتعمدة من قبل الجانب الإسرائيلي. وأشارت إلى أن هذا القرار الذي يعتبر التزاما من قبل الدول ذات العضوية في منظمة (اليونسكو) يدعو للتفكير العملي لترجمته إلى حيز التنفيذ نظرا لما تتعرض له البلدة القديمة في مدينة الخليل من هجمات شرسة من قبل المستوطنين. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) بصدد الأزمة الخليجية الراهنة، أن المراقبين يجمعون على أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي اجتمع بأطراف الأزمة لم يفلح في تحقيق أي اختراق في الخلاف الخليجي مع قطر بسبب "تبسيطه للأمور"، مشيرة في هذا الإطار إلى أن تيلرسون "لم يحرز أية نتائج في مهمته بالخليج بسبب مواقفه وخطوته غير الموفقة خلال المهمة، والمتمثلة في توقيعه على مذكرة تفاهم مع الجانب القطري، وهو ما عكس تبسيطا محرجا من رئيس الدبلوماسية الأمريكية لأصل المشكلة". وفضلا عن ذلك، تقول الصحيفة، "أبدى تيلرسون منذ بداية الأزمة ميلا إلى الجانب القطري لم تكن لتخطئه العين، بل ذهب من البداية إلى حد وصف مطالب الدوحة بالمعقولة"، موضحة أنه "بدل أن يقف على نفس المسافة من الأطراف المعنية، وهم جميعا حلفاء لواشنطن، سقط الوزير تيلرسون في الانحياز إلى قطر". وارتباطا بموضوع تحرير مدينة الموصل العراقية آخر معاقل تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق، شدد مقال في يومية (الجزيرة) تحت عنوان "ما بعد تحرير الموصل" على أن أزمة الدولة الوطنية في العراق تتلخص في "أزمة النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية والإثنية"، و"أزمة الغزو الجهادي التكفيري الخارجي الذي يمزق النسيج الاجتماعي العراقي". واعتبر كاتب المقال أن تقويم هذا الخلل "لن يكون بتعديل الميزان وتغليب كفة فريق على فريق، أو بالنصفة في قسمة الحقوق الطائفية والمذهبية والإثنية، وإنما يكون بالخروج عن هذا النظام العصبوي برمته إلى نظام وطني جامع قائم على علاقات المواطنة والاندماج الاجتماعي والوطني"، مؤكدا أن عدم تحقيق ذلك سيفضي إلى "خلق منظمات إرهابية جديدة ومسارات دموية لامتناهية" في هذا البلد. وفي الشأن المحلي، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها أن دعم التعليم والصحة والإسكان يحتاج إلى موازنات مالية ضخمة قد تتحول إلى "نزيف مالي"، وهو ما بادرت المملكة بمعالجته من خلال برنامجي التحول 2020 والتوزان المالي 2020، مشيرة إلى أن الصحة أعلنت مطلع الأسبوع عن الملامح الأولية لخطط التحول، وتقليل الاعتماد على الموازنة الحكومية من خلال برامج التخصيص، وتحويل منشآت صحية كبرى إلى شركات طبية، تعمل بأسلوب القطاع الخاص. وذكرت الصحيفة أن وزارة الإسكان هي الأخرى باشرت خطط تحولها من الاعتماد على القطاع الحكومي من خلال خطة التطوير العقاري في تشييد المساكن بدل الاعتماد على ميزانية الدولة والبناء المباشر للمستحقين، إضافة إلى تسريع تمكين المواطنين من الحصول على قروض سكنية، مؤكدة أن منهج الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي اعتمده قطاعا الإسكان والصحة، والمتوقع اعتماده في خطط التعليم، بات اليوم "منهجا استراتيجيا لا يمكن التخلي عنه". وفي قطر، اعتبرت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن زيارة وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الجمعة، إلى تركيا، والمباحثات التي أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره التركي جاويش أوغلو، "جاءت في إطار العلاقات القطرية التركية وللتأكيد على المواقف المتطابقة للبلدين من الأزمة الخليجية". وجددت الصحيفة التذكير بإن حل الأزمة الخليجية، وفقا لما أكدته قطر في أكثر من مناسبة، "يجب أن يتم في إطار من الاحترام المتبادل، وأنه ليس من حق أي أحد مناقشة القضايا المتعلقة بالسيادة القطرية ومن بينها اتفاقات قطر العسكرية"، مضيفة أن قطر "ظلت، كما أكد وزير الخارجية، تقدر كافة مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت معها في الأزمة الخليجية (..) ورحبت ولا تزال بالوساطة الكويتية (..) وسعت بقوة لإنجاح زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) أنه في سياق تعامل قطر مع الأزمة الخليجية، فقد "ظلت تؤكد" على أنه "لا سبيل" لحلها "سوى بالحوار المتسق مع موجهات ومفاهيم وروح القوانين والمواثيق الدولية"، وب"حوار يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الوطنية". ومن جهتها، توقفت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، عند ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليوز 2016 وموقف قطر "الداعم للشعب التركي وللشرعية في تركيا"، مسجلة أنه "في كل الأوقات الصعبة، التي شهدتها قطر وتركيا، كانت المواقف من الجانبين مبدئية لا مساومة فيها، وظهر ذلك جليا خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وأيضا خلال الأزمة الخليجية". وخلصت الصحيفة، بناء على ذلك، الى أن "العلاقات القطرية التركية الفريدة، تجاوزت روتين العلاقات بين الدول، إلى تحالف استراتيجي لبلدين تربطهما قيم ورؤية مشتركة ويلتزمان بالمثل العليا نفسها".