يبدو أنها بداية انفراج واضح في ملف سيدة الأعمال المغربية هند العشابي في معركتها القضائية ضد السفارة الكويتية بالرباط وزوجها الكويتي السابق السفير في فيينا صادق صالح معرفي؛ إذ نطقت محكمة الاستئناف بالرباط ببراءة السيدة المغربية، المعروفة في أوساط "البزنس" العالمي والعربي، في قضية تتصل بخيانة الأمانة. وقضت المحكمة ببراءة هند العشابي من تهمة تتصل ب"استغلال" سيارة فاخرة من طراز "Aston Martin"، تقول السفارة الكويتية بالرباط إنها في ملكيتها، في حين تشير الحقائق إلى أن زوجها الكويتي السابق هو من اقتناها لها خلال إقامتها في فيينا، وهو الملف الذي حكمت ابتدائية الرباط فيه في البداية بالسجن ثمانية أشهر في حق العشابي مع غرامة مالية قدرها مليونا درهم. وحضرت العشابي جلسة النطق ببراءتها في الملف المذكور "وسط أجواء من الفرحة والدموع التي تملكت أعين هند التي شعرت بعدالة قضيتها وببراءتها الكاملة في ملف الخيانة الزوجية التي ترى أن موعد النطق بها يقترب مع اقتراب مرحلة النقض"، تقول مصادر مقربة من السيدة المغربية المالكة لمؤسسات استثمارية كبيرة في مجال الطيران والإعلام والعقار. تفاصيل الملف، الذي ينضاف إلى القضية الرئيسية التي تقضي إثرها العشابي عقوبة الحبس في سجن العرجات نواحي الرباط لمدة عامين بتهمة "الخيانة الزوجية"، تعود إلى اقتناء السفير صادق صالح معرفي سيارة فاخرة لهند "طلب منها تسجيلها باسم السفارة لدى الجمارك عند إدخالها إلى المغرب، فوافقت لأجل تسهيل الإجراءات". وتشير مجريات القضية إلى أن السفارة الكويتية بالمغرب حاولت إلحاق تهمة "خيانة الأمانة" بملف "الخيانة الزوجية" الذي دخلت على خطه كطرف مدني يطالب بتعويض مادي، بمبرر ما ادعته السفارة من تحملها لمصاريف ولادة ابنة هند العشابي، إلا أن مرحلة الاستئناف في ملف السيارة الفاخرة "أظهرت حقائق القضية برمتها وكشفت أن الملف مفبرك، وأن تلك التهم مجرد تصفية حساب"، تقول المصادر ذاتها. ومنذ 11 شهرا، تقضي هند العشابي عقوبتها الحبسية داخل زنزانتها في سجن العرجات نواحي العاصمة الرباط، بعيدة عن ابنتيها الصغيرتين وابنها البكر، وعن مؤسساتها الاستثمارية الكبيرة في مجال الطيران والإعلام والعقار التي تمتلكها. التهمة هي الخيانة الزوجية والتزوير، والمشتكي لم يكن سوى السفير الكويتي في فيينا، صادق صالح معرفي. وانطلقت حملة وطنية ودولية للتضامن مع سيدة الأعمال المغربية، المعروفة في أوساط "البزنس" العالمي والعربي، معلنة براءتها وتعرضها لمحاكمة غير عادلة، في قضية سبق لهسبريس إثارة تفاصيلها، وبدت شائكة بالنظر إلى تدخل أكثر من طرف فيها، بما في ذلك السفارة الكويتية في الرباط، وأيضا للسرعة التي تم بها اعتقال هند العشابي رفقة زوجها رجل الأعمال المغربي محسن بناني، بعدما أغلقت في وجهها الحدود وتم التحقيق معها ساعات بعد وضعها لمولودتها إثر عملية قيصرية. وبالرغم من أن دفاع هند العشابي ظل متشبثا بالبراءة، فإن مرحلة الاستئناف نطقت باستمرار حبس سيدة الأعمال المغربية مع تخفيض مدة العقوبة من ثلاث سنوات إلى عامين، في حين تم الإفراج عن زوجها بناني وأختها نزهة بعد تخفيض في مدة الحبس إلى سبعة وستة أشهر، على التوالي. وقد غادرا السجن بعدما تجاوزت فترة الاعتقال الاحتياطي في حقهما العقوبة المنطوق بها.