أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكاالجنوبية، حيزا هاما من صفحاتها لطلب النيابة العامة بالأرجنتين عزل واعتقال النائب الحالي والوزير السابق، خوليو دي فيدو، بسبب اتهامات تتعلق بقضية فساد، وللتطورات السياسية في فنزويلا، ولتعيين المقرر المكلف بالبت في طلب توجيه الاتهام للرئيس البرازيلي بتلقي رشاوى. كما اهتمت بآخر تطورات عملية مكافحة الفساد التي تستهدف قادة قطاع النقل في ريو دي جانيرو، فضلا عن أسباب وفاة الشاعر الشيلي بابلو نيرودا وعملية السلام في كولومبيا. فبالأرجنتين، توقفت يومية "لاناسيون" عند طلب المدعي العام الأرجنتيني، عزل واعتقال النائب البرلماني الحالي عن حزب الجبهة من أجل النصر (معارضة)، ووزير التخطيط السابق، خوليو دي فيدو، في إطار التحقيقات الجارية معه بشأن اتهامات باختلاس أموال عمومية مرتبطة بمشاريع للتعدين في مدينة ريو توربيو، جنوب محافظة سانتا كروز، لم يتم إنجازها خلال فترة استوزاره (2003-2015). وأضافت الصحيفة ذاتها أن مصير دي فيدو يوجد بين يدي البرلمان، حيث أن عزله سيسمح باعتقاله والتحقيق معه، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أنه بموجب مقتضيات الدستور الأرجنتيني، يمنع توقيف أي برلماني، إلا في حالة ضبطه "في حالة تلبس" في ارتكاب جريمة. إقليميا، توقفت يومية "كلارين" عند رفض المدعية العامة في فنزويلا المثول أمام المحكمة العليا واتهامها السلطات بتلفيق قضية ضدها بعد أن تحدتها في الأزمة السياسية التي تعصف بالبلد الجنوب أمريكي منذ 3 أشهر والذي يشهد احتجاجات أودت حتى الآن بحياة 91 شخصا. ونقلت الصحيفة عن لويزا أورتيغا، التي تواجه احتمال إقالتها في أعقاب قرارها الذي فاقم الأزمة مع الرئيس نيكولاس مادورو الرافض لدعوات قوية من المعارضة للتنحي، قولها، في تصريحات صحافية، "لم أرتكب أي جريمة أو أخطاء ولن أرضخ لهذه المحكمة غير الدستورية وغير الشرعية"، مضيفة "نعرف بالفعل أنني اليوم سأقال من منصبي". وأشارت اليومية إلى أن أورتيغا رفعت قضية ضد الحكومة على خلفية اتهامات تتعلق بحقوق الإنسان، وقضية أخرى ضد قضاة المحكمة العليا، كما تتهم مادورو بانتهاك الدستور من خلال خطته الإصلاحية. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية بتعيين المقرر المكلف بالبت في طلب توجيه الاتهام للرئيس ميشال تامر بتلقي رشاوى، وبآخر تطورات عملية مكافحة الفساد التي تستهدف قادة قطاع النقل في ريو دي جانيرو وانعكاسات اعتقال الوزير السابق جيديل فييرا ليما بسبب عرقلة القضاء. وذكرت الصحف البرازيلية أن النائب سيرجيو زفيتر تم تعيينه، مقررا للجنة الدستور والعدل بمجلس النواب للنظر في طلب توجيه الاتهام للرئيس ميشيل تامر بقبول رشاوى. وكتبت يومية "جورنال دو برازيل" أنه على الرغم من عضويته في حزب الرئيس تامر، الحركة الديمقراطية البرازيلية، فإن زفيتر لا يعتبر حليفا وثيقا للرئاسة، مشيرة إلى أن المقرر هو محام وسبق أن شغل العديد من المناصب في حكومة ريو دي جانيرو. ونقلت صحيفة "أو غلوبو" عن زفيتر تأكيده أنه سيكون مقررا مستقلا، مصرحا بأن الأهم سيكون "القيام بشكل صحيح بواجب تمثيل سلطة قائمة بذاتها ومستقلة". وفي موضوع آخر، ذكرت الصحيفة ذاتها أن الشرطة الفيدرالية قامت بعمليات تفتيش وباعتقالات جديدة مرتبطة بمكافحة الفساد أطلقت مؤخرا ضد عدد من قادة قطاع النقل بريو المتهمين بدفع رشاوى كبيرة لسيرجيو كابرال، الحاكم السابق لولاية ريو، المعتقل حاليا. من جهتها، أوردت يومية "فوليا دي ساو باولو" أن اعتقال فييرا ليما أقبر خطط حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية لانتخابه لمنصب مهم في ولاية باهيا خلال سنة 2018، مذكرة بأن السياسي الموقوف، كان يستعد، عند نهاية السنة الماضية لدخول مجلس الشيوخ، غير أن إمكانية إدانته بعقوبة حبسية قضت على آماله في تحقيق عودة سياسية خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وبالشيلي، تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، لأسباب وفاة الشاعر الشيلي بابلو نيرودا ولعملية السلام في كولومبيا. فقد ذكرت صحيفة "لا ناسيون" أن عددا من الخبراء الدوليين سيجتمعون في أكتوبر المقبل بالعاصمة سانتياغو لإعداد تقرير حول أسباب وفاة الشاعر الشيلي بابلو نيرودا، الذي تشتبه عائلته في كونه تعرض لتسميم خلال فترة الدكتاتورية التي عاشها البلد الجنوب أمريكي (1973-1990). وأشارت إلى أن رفات الشاعر الراحل والحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي توفي في أحد مستشفيات سانتياغو سنة 1973، بعد أيام من الانقلاب ضد الرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي الذي كان مقربا منه، خضعت في السنوات الأخيرة للعديد من الخبرات الطبية، حيث تم استخراجها سنة 2013، وتمت إعادة دفنها في أبريل من السنة الماضية دون أن يتم رفع الغموض الذي يلف الوفاة كليا. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "أولتيماس نوتيسياس" أن الحكومة الكولومبية وجيش التحرير الوطني شرعا في مناقشة وقف إطلاق النار بين الطرفين، في حين أن الوضع الصحي لزعيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك"، رودريغو لوندونيو، الملقب ب"تيموشينكو"، الذي وقع اتفاق السلام مع الحكومة الكولومبية بات "مستقرا" بعد إصابته بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى المستشفى. ووفقا لبابلو بيلتران، كبير المفاوضين عن جيش التحرير الوطني، آخر حركات التمرد التي تنشط بالبلاد، فإن الحركة أبدت استعدادها لإنهاء عمليات الاختطاف، ومناقشة وقف إطلاق النار يشمل أيضا وقف العمليات الهجومية بين الطرفين، والمساعدة الإنسانية للسكان.