استفاقت الجالية المغربية في أوكرانيا، ليلة عيد الفطر، على وقع جريمة نكراء راح ضحيتها شاب مغربي يدرس بالسنة الثانية بكلية الطب في مدينة خاركوف، إثر طعنات غادرة وجهها إليه مجهولون، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب إهمال طاله من لدن السلطات الأوكرانية. وحسب شهادات استقتها هسبريس من لدن بعض أبناء الجالية المغربية في المدينة، الواقعة شرق أوكرانيا وتعد أكبر مدينة طلابية في البلاد، فإن الأمر يتعلق بالطالب المغربي محمد المعتمد، الذي ينحدر قيد حياته من مدينة الصويرة والذي كان يدرس بالسنة الثانية بكلية طب أسنان، حيث اتفقت الروايات على تلقيه طعنات غادرة بواسطة سكين؛ فيما اختلفت حول الجاني بين شاب أوكراني وبين شباب يحملون الجنسية الروسية. وعاش أبناء الجالية المغربية ليلة مشؤومة وهم يتلقون نبأ مقتل الشاب المغربي من مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن ينتقل عدد منهم إلى عين المكان، حيث تفاجؤوا، وفق روايات توصلت بها هسبريس، من إهمال المصالح الطبية للضحية، إذ تقول إحدى المغربيات إن الراحل ترك ممددا وسط الشارع لمدة طويلة: "لقد تركوه ينزف دون رحمة وهو ما تسبب في مقتله". استياء الجالية في مدينة خاركوف اشتد مع تسجيلهم لعدم تفاعل السفارة المغربية وممثلي الدبلوماسية المغربية في أوكرانيا، حيث قال أحد المغاربة القريبين من الحادث: "لقد طالتنا الحكرة ونحن نشاهد ابننا يقتل أمام أعيننا ويهان من لدن سلطات أوكرانيا؛ لكن الذي قتلنا في الحقيقة هو غياب أي مسؤول مغربي هنا.. وجدنا ضالتنا، للأسف، في السفير السوداني الذي حضر رفقة أبناء الجالية السودانية الذين تضامنوا معنا وساندونا في الإجراء لدى الشرطة الأوكرانية بأن علقوا أعمالهم وانشغالاتهم، بالرغم من فترة العيد". في سياق الفاجعة، نظم عدد من أبناء الجالية المغربية ومعهم طلبة سودانيون وقفة احتجاجية أمام مقر الشرطة بمدينة خاركوف، وسط حضور وسائل إعلام محلية، للمطالبة بإيقاف الجناة ومعاقبتهم، خاصة أن مكان الجريمة معروف بتوفره على كاميرات مراقبة جد حديثة، بجانب التنديد بالإهمال الطبي الذي طال الراحل بعدما ترك لفترة طويلة ممدا على الشارع دون تقديم الإسعافات الأولية اللازمة. أبناء الجالية الغاضبة استعانوا بمحام قام بتقديم شكاية ضد شرطة المدينة، وقعها الطلبة المغاربة والسودانيون الحاضرون في الوقفة الاحتجاجية، في وقت شكلت فيه الجالية لجنة تكفلت في البدء بجمع تبرعات مالية بغرض التكفل بإجراءات إخراج جثة الشاب المغربي الراحل من مصلحة التشريح في انتظار إقامة صلاة الجنازة عليه ثم البحث في سبل نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالمغرب، فيما لا تزال الجالية تنتظر تفاعل السفارة المغربية في أوكرانيا، التي ما زالت خارج التغطية إلى حدود الساعة.