مع اقتراب نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر يحذر العديد من الأخصائيين من الإفراط في تناول الأغذية الدسمة التي تسبب مشاكل كبيرة للجهاز الهضمي الذي تعود لمدة شهر كامل على نظام غذائي سليم، حتى لا يعاني من عوارض صحية ناجمة عن العبء الكبير الذي يحمل دون سابق تمهيد أو إنذار خلال الأيام الأولى من عيد الفطر. وتنتج مشاكل كبيرة نتيجة التغير الفجائي للنظام الغذائي الذي تعود عليه الصائم خلال شهر كامل، مثل إصابة المعدة ببعض الاضطرابات، كالحموضة والانتفاخ وعسر الهضم؛ وأيضا بسبب الإفراط في تناول الحلويات والدهون التي تؤثر بشكل كبير على المعدة، التي اعتادت على تناول كميات معينة من الطعام في أوقات محددة طيلة شهر كامل. وفي هذا الصدد قالت أسماء زريول، الأخصائية في التغذية والحمية الغذائية: "إن هذه الاضطرابات الهضمية التي تحدث بعد انتهاء شهر الصيام تعود إلى عدة عوامل، منها تعود الجسم والجهاز الهضمي على نظام غذائي معين في تلقي الطعام، مغاير للنظام الذي يتبعه باقي أيام السنة، وبالتالي يحتاج إلى التعود تدريجيا على نظام عمله المعتاد". وتضيف الأخصائية ذاتها: "لكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل غذائية ناجمة عن التغيير الفجائي في مواعيد وأساليب تناول الطعام هناك عدد من الاعتبارات الغذائية التي يؤدي تطبيقها إلى تجنب حدوث هذه المشاكل بسهولة". وتؤكد زريول على ضرورة الحذر من تناول كمية كبيرة من الحلويات المشبعة بالسكر والدهون، والتي تتسبب في اضطراب الجهاز الهضمي، وبالتالي حدوث "تلبكات معوية" قد تتسبب أيضا في حدوث إسهال شديد مصحوب بالعديد من المخاطر الصحية. وتشدد الأخصائية ذاتها على ضرورة الابتعاد عن بدء اليوم بالسيجارة واحتساء القهوة أو الشاي والمعدة فارغة، لأن ذلك يضاعف من المخاطر الصحية الناجمة عن التدخين أو شرب الشاي، ويضاعف فقدان الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة دقات القلب، وزادت: "يجب الحرص على تناول فطور عاد يتكون من خبز كامل وزبدة طبيعية أو زيت الزيتون مع شاي أو قهوة بدون سكر، والابتعاد عن الحلويات المصنعة وتعويضها بحلويات تتكون من خضراوات مثل الجزر أو الفواكه مثل اللوز أو الكوك". وبخصوص الوجبات الصحية الأمثل تؤكد الأخصائية على البدء بكميات قليلة من الطعام، والابتعاد عن تناول إفطار ثقيل في أول أيام العيد من أجل تجنب اضطرابات الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة. وتشير الأخصائية إلى ضرورة الالتزام بمواعيد تناول الطعام حتى نعطي المعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة للقيام بوظائفها على نحو طبيعي، مع ضرورة الحرص على الابتعاد عن الأطباق الدسمة المشبعة بالدهون، والإكثار من السلطات والخضار والفواكه قبل تناول الطبق الرئيسي.