خرج الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بفاس، ليلة أمس الثلاثاء، في مسيرة عارمة "لتخليد ذكرى إضراب 20 يونيو 1981، وللتضامن مع الحراك الشعبي بالحسيمة وبمختلف مناطق المغرب"، حمل المشاركون فيها الشموع وأعلام هذه المركزية النقابية، وتقدمها العلم المغربي جنبا إلى جنب مع العلم الفلسطيني. وانطلقت المسيرة، التي شارك فيها العشرات، من مقر ال"كدش" بفاس، القريب من شارع الحسن الثاني، قبل أن تجوب هذا الأخير مرورا بساحة "لافياط"، ثم شارع محمد الخامس، والعودة إلى مقر الاتحاد من حيث انطلقت. وبحت حناجر المشاركين في هذا الشكل المخلد لانتفاضة 20 يونيو والمتضامن مع حراك الريف، الذي تواصل إلى ما بعد منتصف الليل، بشعارات تدعو إلى محاربة الفساد وإقرار الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وأخرى تطالب بإطلاق سراح معتقلي "حراك" الحسيمة وباقي مناطق المغرب. ومن بين الشعارات التي تم رفعها "المعتقل يخرج دابا، الزفزافي يخرج دابا"، و"عاش الشعب عاش .. المغاربة ماشي أوباش"، و"حرية كرامة عدالة اجتماعية"، و"يا مخزن حذار .. كلنا الزفزافي"، و"الحكومة سداسية .. زعلوكة مغربية"، و"لا صحة لا تعليم .. هذا مغرب الله كريم"، و"يونيو المجيدة .. ألف شهيد وشهيدة". وفي كلمة ألقاها بوشتى بونو، الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديموقراطية للشغل بفاس، أشار فيها إلى أن ما يقع في المغرب "دليل على أن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد كمطلب شعبي وعمالي ما زال بعيد المنال"، مضيفا أن "ذلك يشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار المغرب ومستقبله"، ومؤكدا على "أن الأمن الحقيقي هو الذي يوفره الأمان، ويبقى القمع دائما بلا مستقبل". وأبرز المتحدث ذاته أن مركزيته النقابية "قررت الخروج في مسيرات ليلية من أجل المطالبة بإقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة والحرية ومحاربة الفساد، وإطلاق سراح معتقلي حراك الحسيمة وكافة معتقلي الاحتجاجات"، فضلا عن "المطالبة بالإسراع بفتح حوار اجتماعي تفاوضي يعالج الملفات المطلبية، وبالتراجع عن كل القرارات الجائرة والمجحفة التي تستهدف المكتسبات الاجتماعية". وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذه المسيرة تأتي للتأكيد كذلك على "المطالبة بفتح حوار وطني حقيقي وشامل من أجل مباشرة الإصلاحات السياسية والدستورية والمؤسساتية، ولتنبيه الدولة إلى خطورة الإصرار على المقاربة نفسها وتداعياتها على الوضع الاجتماعي، التي لن تخدم لا حاضر المغرب ولا مستقبله"، بتعبير المناضل النقابي ذاته. وسبق موعد انطلاق المسيرة، كما عاينت ذلك هسبريس، قيام المصالح الأمنية بإخلاء مسارها من العربات وتوقيف حركة المرور عبره، كما شوهد إنزال كثيف للقوات الأمنية بشارع الحسن الثاني وبالشوارع والأزقة القريبة منه.