بعد جمالي جديد تحول إلى بعد صناعي أكثر احترافية، يكمل الصناعة التقليدية دون أن يلغيها، أبدع فيه فنانون "الديزاين" الجدد، وزاوجوا فيه بين التراث الحرفي التقليدي والنزعة الحداثية. أستاذ علم الجماليات موليم العروسي أكد أن التصميم الفني أو "الديزاين" أصبح يفرض نفسه في الساحة الثقافية المغربية، ويعد ثقافة مكملة انطلقت جذورها من التراث التقليدي، ويمزج بين الخيال والواقع، مضيفا أن الإبداع يسكن ذوات الفنانين "الديزانيين". في هذه الموجة الجديدة والحركية التي يعيشها المغرب، يضيف العروسي، خلال لقاء نظمته وزارة الثقافة والاتصال حول "الديزاين في المغرب: الجيل الجديد"، "أصبحت تطرح تحديات كبرى أمام الصناعة التقليدية، وبالتالي فهي مدعوة إلى الانفتاح أكثر على هذا الوافد الجديد عبر تبادل الخبرات والتقنيات والتجارب بين الفنانين والصناع التقليديين". ويسترسل العروسي: "هذا الفن الحديث مستوحى من العمل التقليدي الذي أبدع فيه الحرفيون، كصناعة الزرابي، والزليج، وتم الاشتغال عليه من خلال اللون والشكل، ما أعطاه قيمة جمالية أخرى"، وزاد: "في نهاية المطاف هو يكمل الصناعة التقليدية دون إلغائها". من جهتها، شددت مريم السبتي على ضرورة الاهتمام بالصناعة التقليدية وتسليط الضوء على الهوية المغربية في تصاميم "الديزاين"، وقالت: "الموسيقى الأندلسية والأمازيغية والزربية المغربية، وطريقة طبخ وبيع الحلزون... هي روافد ثقافية مغربية بامتياز ولا يمكن أن تجدها في أي بلد آخر"، داعية إلى الاهتمام بها ضمن فن "الديزاين". يشار إلى أن "التصميم الفني" أو "الديزاين" صار شكلا إبداعيا قائما بذاته في المغرب، إذ لجأ الفنانون الجدد إلى جميع العناصر والمواد المستخدمة في مجال الحرف اليدوية التقليدية المكونة من "المعادن، الفضة، الخشب، الجلد، القنب، الصوف.. وغيرها"، وجعلوا منها فنا قائم الذات، يعتمد على الخيال والمزاوجة بين التراث الحرفي والنزعة الحداثية.