سجلت أسعار السمك بالمركز التجاري بمدينة تاونات، طيلة الأيام المنصرمة من شهر رمضان، ارتفاعا مهولا بسب الإقبال الكبير لمواطني المدينة وضواحيها على مختلف الأصناف السمكية، فضلا عن انحسار التزود بهذه المادة الحيوية انطلاقا من المصايد الشمالية بواجهة البحر الأبيض المتوسط. وتراوح سعر السردين بين 20 و30 درهما للكيلوغرام الواحد منذ مطلع هذا الشهر؛ فيما بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من كل من "الميرنا" و"الصول" 80 درهما؛ بينما لم يقل سعر "الكروفيط" و"الكلمار" عن 120 درهما للكيلوغرام في الفترة نفسها. وأرجع محمد، بائع السمك بالمركب التجاري بتاونات، في تصريح لهسبريس، ارتفاع أسعار السمك خلال هذه الفترة، بالدرجة الأولى، إلى عدم تزود التجار بالسمك من موانئ الصيد بالحسيمة وسيدي احساين وقابو ياوا؛ وأضاف: "ثمن السمك مرتفع بالنسبة للباعة والزبناء..عادة يكون الثمن مناسبا في رمضان، غير أن رمضان الجاري عرفت فيه الأسعار ارتفاعا كبيرا". وأرجع المتحدث ذاته سبب غلاء أسعار السمك، هذا الشهر، إلى اعتماد مدينة تاونات عادة على التزود بالأسماك انطلاقا من الشمال، عوض الساحل الغربي، مضيفا أن باعة السمك بالمدينة توقفوا عن توفير بعض الأصناف السمكية للمستهلك المحلي نظرا لغلائها. ارتفاع أسعار السمك بمدينة تاونات أكده، كذلك، السماك جواد، الذي أوضح أن ثمن "الشطون" لم ينزل عن 30 درهما، والأمر نفسه بالنسبة ل"الروبيو" و"اللويزي" اللذين ناهز سعرهما 40 درهما للكيلوغرام الواحد. وأبرز المتحدث نفسه أن الباعة، بعد أن تعذر عليهم التزود بالأسماك من مناطق الشمال، أصبحوا يوفرون سلعتهم انطلاقا من أكادير والعرائش والدار البيضاء، موضحا أن الأسماك التي تأتي من مصايد البحر الأبيض المتوسط غالبا ما تكون جودتها أفضل وسعرها أقل، نظرا لقرب مدينة تاونات من مصايد إقليمالحسيمة، على الخصوص. إلى ذلك، قال عبد اللطيف، أحد زبناء سوق السمك بتاونات، أنه دأب، كل رمضان، على اقتناء السمك من المركب التجاري لمدينة تاونات، مبرزا، في حديثه مع هسبريس، أنه لا يتخيل أن تخلو، طيلة هذا الشهر، ثلاجته من السمك الذي يشكل الطبق الرئيسي لوجبة فطور أسرته في رمضان. وذكر المستهلك ذاته أنه يفضل اقتناء السمك من المركب التجاري لمدينة تاونات عوض الأسواق الأسبوعية، وذلك، بحسبه، لتنوع الأصناف السمكية وجودتها بهذا المركب، مؤكدا أن الأسعار خلال رمضان الحالي تميزت بالارتفاع الصاروخي.