راجت بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، صور لتخريب قبر الزعيم السياسي الراحل عبد الرحيم بوعبيد، من خلال تهشيم شاهد القبر وأغطيته الرخامية، وهو ما خلق موجة من الاستياء العارم داخل الأوساط السياسية والمجتمعية المغربية. وبحسب ما علمت هسبريس، فإن الحادث ليس جديدا، بل يعود إلى بداية ماي الماضي، وسبق لمصالح الأمن على مستوى الرباط أن فتحت بحثا بشأنه. وكشفت المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، من مصدر يشتغل بمقبرة الشهداء، أن الأمر لا يتعلق باعتداء مدبر، بل فقط بقيام طفل كان رفقة والدته التي تمتهن التسول بالقفز فوق القبر، فتسبب في تكسير الشاهد؛ وذلك بتاريخ 3 ماي المنصرم. وفِي الوقت الذي تشير فيه معطيات هسبريس إلى أن الأمر لا علاقة له بأي عمل متعمد، أعلنت مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، التي يديرها علي بوعبيد، ابن الراحل عبد الرحيم، أن "قبر المرحوم عبد الرحيم بوعبيد تعرض إلى أعمال تخريبية،"، موضحة أن هذا المعطى "لم يصل إلى علمنا إلا يوم 31 ماي 2017". وكشفت المؤسسة في بلاغ توضيحي لها، تتوفر هسبريس على نسخة منه، أن "مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد قدمت شكاية في الموضوع"، موردة أن "الصورة المتداولة في الشبكات الاجتماعية لا تعكس ما وقع، بقدر ما تعكس الأشغال الترميمية التي قمنا بها والتي لم تنته بعد". وأبدى عدد من رواد "فيسبوك" استياءهم من هذا الفعل؛ حيث علّق أحدهم باستياء كبير قائلا: "أن يتم نبش قبر رجل وطني من حجم عبد الرحيم بوعبيد، ولا يحرك أحد ساكنا.. أن يتم الاعتداء على حرمة قبره؛ وهو ما لم يستطع القيام به حتى أوفقير.. ويضيف "أن يتم تدنيس قبر رجل بحجم بوعبيد؛ وهو الذي عاش شامخا وتوفاه الأجل بنفس الشموخ.. أن يتم التطاول على قبره دون غيره من القبور؛ وهو من لم يستطع أن يتطاول عليه حتى عتاة المستبدين، من حجم إدريس البصري.. ويكمل "أن يحدث كل ذلك دون أن يتحرك أحد؛ إكراما له وهو الذي وهب حياته لهذا الوطن.. أن يحدث كل هذا ويستمر الصمت.. فلنعلم ألا حفدة له ولخطه.. وألا أبناء للمدرسة التي بناها بالعرق وسواعد المناضلين.. ولا حملة مشعل...ولاهم يحزنون". وتساءل آخر حول السرّ في حدوث هذا التخريب في هذا الوقت بالضبط، موردا: "إنه عمل دنيء وجبان.. لماذا هذا الفعل الاستفزازي في هذا التوقيت وهذا السياق؟ لن تنمحي الفكرة الاتحادية التي أرسى أسسها الكبير عبد الرحيم مهما استمرت إرادة المحو المقيتة".