مع حلول شهر رمضان، يقبل شباب مدينة وزان ورجالها على الرياضة، من خلال القيام بأنشطة موازية كالجري والمشي بالملعب البلدي أو تمرينات عضلية داخل قاعة مجهزة ومعدة لهذا الغرض؛ فيما تعد دوريات كرة القدم المصغرة المستقطب الأول للممارسين والمتابعين من الصائمين. كغيرها من المدن المغربية التي تشغل حيزا جغرافيا صغيرا، وعلى غرار نظيراتها المفتقدة لفضاءات وأنشطة رمضانية خاصة بمناسبة الشهر الفضيل؛ تشكل دوريات كرة القدم المصغرة بمدينة وزان وسيلة للاستمتاع بالرياضة وتزجية الوقت خلال الشهر الفضيل. تنقيب عن المواهب يشكل دوري حي القشريين، المنظم بملعب القرب بالحي ذاته بشراكة مع المجلسين البلدي والإقليمي لوزان، نقطة ضوء في سماء الأنشطة الرمضانية بدار الضمانة إلى جانب دوري آخر منظم ب"ميني فوت" الملعب البلدي بالمدينة ذاتها؛ فيما يغيب هذا العام دوري المصالح الخارجية الخاص بكرة القدم داخل القاعة، وهو الموعد الذي كان مخصصا للموظفين والذي دأبت المديرية الإقليمية للشباب والرياضة على تنظيمه بصفة دورية قبل أن يغيب عن تأثيث المشهد الرياضي الرمضاني هذه السنة. وفي هذا الصدد، قال رشيد احميمن، من أبناء الحي، إن دوري حي القشريين يعد تقليدا سنويا دأب شباب الحي على تنظيمه قبل سنوات مقتصرا، في البداية، على فرق الحي قبل أن ينفتح على فرق الأحياء بالمدينة وبعض الجماعات القروية القريبة بهدف للتنقيب عن المواهب الرياضية بالإقليم الجبلي. وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المباريات تجرى غالبا بعد عصر يوم الصيام وفي الليل بعد صلاة التراويح تحت الأضواء الكاشفة، في جو يسوده التسامح والتآخي والروح الرياضية العالية. وأشار المتحدث ذاته إلى أن موعد رمضان هذه السنة يشكل فرصة لاستحضار روح ابن الحي، الذي ذهب ضحية لأيادي الغدر؛ وذلك قصد التحسيس بالحق في الحياة والأمن والهناء في جو يحظى باستحسان المتتبعين والجمهور الذي يتابع مبارياته. وشدد رشيد احميمن على كون هذا الدوري أضحى يحتل مكانة متميزة لدى ساكنة الحي عند مقدم الشهر المبارك، من أجل الاستمتاع بساعات الصيام وكذا الحفاظ على اللياقة البدنية والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يفسد صيامهم. تشجيع الفعل الرياضي الهاشمي الهيوي، رئيس جمعية "محبو حي القشريين للتنمية، قال، في تصريح لهسبريس، إن دورة هذه السنة تختلف عن سابقاتها بحكم تنظيمها من لدن جمعية فتية حديثة النشأة بشراكة مع المجلسين البلدي والإقليمي؛ وذلك بهدف تشجيع الشباب على الإقبال على الفعل الرياضي والابتعاد عن المحظور. وأبرز رئيس الجمعية الواقفة وراء النشاط أن هذه الدوريات تشكل مجالا أمام هواة كرة القدم من شباب المدينة؛ من أجل إبراز مهاراتهم والاحتكاك بفرق الأحياء الأخرى، ولما لا استقطاب أنظار المنقبين عن المواهب الكروية. وأشار المتحدث ذاته إلى أن حدة المواجهات والمباريات لا تخلو من مناوشات ودية ورغبة في الفوز، مبرزا في هذا الصدد أن اللجنة المنظمة وضعت قانونا داخليا صارما يعاقب كل مخالف لم ينضبط للقوانين تفاديا لخروج المباراة عن المألوف. ولم يخف الهيوي رغبة الجمعية في تأسيس فريق يمثل الحي والمدينة بالقسم الشرفي لتشريف كرة القدم الوزانية في المحافل الوطنية ولانعتاق من أقسام الهواة إلى قسم الصفوة لإعادة أمجاد كرة القدم الوزانية. ترمضينة وأشياء أخرى إذا كان الدوري المنظم بحي القشريين يمر في أجواء عادية بالنظر إلى الجهة المنظمة وما تربطها من شراكات تلزم الفرق بالانضباط للقانون الذي وضعته، تفاديا لنشوب خلافات وصراعات دموية؛ فإن الدوري المنظم ب"الميني فوت" التابع للملعب البلدي لوزان لا يخلو من نزاعات وصراعات ومشادات كلامية وكذا تنابز بالألقاب بين لاعبي الفرق المشاركة، إذ ترتفع أصوات الصائمين بكلمات نابية وكل عبارات السب والشتم؛ وهو الشيء الذي يفقد الموعد الرياضي الرمضاني حلاوته ويفرغه من أهدافه ومقاصده.