أشاد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بالعلاقات التي تربط المغرب ب"القارة السمراء"، قائلا إن "المغرب هو إفريقي الانتماء والتاريخ والجذور والهوى"، مضيفا أن ارتباطه بالقارة غير مبني على مصالح أو غيرها. وفي كلمة مقتضبة ألقاها خلال فعاليات الاحتفاء بيوم إفريقيا ،المنظم من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الخميس تحت عنوان: "المغرب فاعل من أجل نهضة تامة في إفريقيا"، قال العثماني: "لو كان المغرب ينظر نظرة مصلحية إلى القارة لما كان أولى أهمية للجانب الروحي والثقافي"، مفيدا بأن أمن القارة مهم للمغرب وللمنطقة برمتها. وأكد رئيس الحكومة أن ارتباط المغرب بإفريقيا ليس وليد اليوم، بل ظهر في السلوك السياسي للمملكة منذ الاستقلال، وقال: "رغم مغادرة المملكة للاتحاد الإفريقي، مرغمة ومكرهة، إلا أن سياستها الإفريقية ظلت تتميز بالديناميكية"، وأضاف: "الانتماء إلى إفريقيا ليس انتماء لمؤسسة، بل للذات". وأكد المتحدث أن علاقة المغرب بالقارة، منذ الاستقلال إلى اليوم، تنوعت مجالاتها، بشريا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وروحيا. من جانبه، اعتبر اسماعيل نيماغا، عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي بالرباط، أن "الاحتفال بيوم إفريقيا له لون ورائحة وامتياز خاص هذه السنة، يتمثل في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وعودته إلى عائلته"، مفيدا بأن "الاتحاد يعمل من أجل نشر السلم في القارة واحترام حقوق الإنسان". ودعا نيماغا، في كلمته، إلى ضرورة النظر إلى القارة بتفاؤل وشجاعة، قائلا إن "الأمر يتعلق بقارة غنية وشابة تستطيع أن تكون مصدرا للطعام في حدود 2050، أي بإمكانها إطعام العالم بأسره، إلا أنه يجب مواجهة التحديات التي تواجهها، وأهمها التغييرات المناخية والإرهاب والقضاء على النزاعات". وأكد سفير جمهورية إفريقيا الوسطى بالمملكة أن "المغرب كان دائما إلى جانب إخوانه الأفارقة في الأزمات حتى قبل عودته إلى الاتحاد". من جانبه، أبسط عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، الإشكالات التي تعتري القارة نتيجة ظاهرة الهجرة، قائلا إن "العالم يضم 255 مليون مهاجر، من بينهم 32 مليون إفريقي". وأكد بنعتيق، في كلمته، أن 16 مليون مهاجر من الأفارقة ظلوا فقط داخل القارة ولم يغادروها، باسطا ثلاثة أسباب اعتبر أنها كانت وراء تحول المغرب من بلد للعبور إلى بلد للاستقبال، وهي: "التغييرات الاقتصادية التي انعكست على المستوى المعيشي، والشراكة مع عدد من الدول الإفريقية، وصعوبة الانتقال نحو أوروبا". وذكر المتحدث أن المملكة تطالب منذ 2013 بإنشاء تحالف إفريقي للهجرة، وهو الأمر الذي لم يتحقق إلى حد الساعة، مشيرا إلى أن إنشاء الاتحاد من شأنه المساهمة في التأثير على المنتظم الدولي في ما يخص القرارات التي يمكن إصدارها في هذا المجال.