سعد الدين العثماني: عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي رهين بتوفر عدة شروط أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني٬ يوم أمس الأربعاء٬ أن عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي رهين بتوفر عدة شروط باعتبار أن المملكة لا يمكن أن تقبل أن تعامل على قدم المساواة مع دولة وهمية. وقال العثماني٬ خلال ندوة صحفية عقدت على هامش لقاء نظم بالرباط٬ بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا٬ إن «عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي رهين بتوفر عدة شروط. وأن المملكة المغربية لا يمكن أن تقبل٬ تحت أي ظرف من الظروف٬ أن تعامل على قدم المساواة مع دولة وهمية لا وجود لها على الخريطة٬ وغير معترف بها دوليا٬ وليست عضوا في الأممالمتحدة». وجدد بهذه المناسبة التأكيد على التزام المغرب لفائدة إفريقيا قوية ومتطورة٬ مشيرا إلى أن غياب المملكة في منظمة الاتحاد الإفريقي يعوض بالحضور القوي على صعيد بلدان القارة. وأضاف العثماني أن «المغرب يعد ثاني مستثمر في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا»٬ مضيفا أن المقاولات المغربية العامة والخاصة٬ متواجدة في عدد من البلدان وفي العديد من القطاعات (البنوك٬ الاتصالات٬ النقل والتعدين وغيرها). وأشار العثماني إلى أن المغرب يبذل جهودا كبيرة لتنمية الرأسمال البشري الإفريقي٬ مذكرا بأن المملكة تستقبل ثمانية آلاف طالب إفريقي ٬ يستفيد 6500 منهم من منح دراسية. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون قد شارك ٬ قبل ذلك٬ في الاجتماع الذي نظم في إطار الاحتفال بيوم إفريقيا تحت شعار «الاندماج الإقليمي ودور الشباب». وأبرز العثماني٬ في كلمة بالمناسبة٬ أن القارة الإفريقية تتوفر على مؤهلات وموارد كافية لتحقيق التنمية٬ مشيرا إلى أهمية التعاون جنوب/جنوب وإلى الامتيازات التي يتيحها التعاون الثلاثي الأطراف سواء بالنسبة لإفريقيا أو الأفارقة٬ ومعتبرا أن تعزيز السلم والاستقرار في إفريقيا رهين بتعزيز الاندماج الإقليمي. وأكد العثماني على أن المملكة المغربية٬ باعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة٬ لا تذخر أي جهد للدفاع عن مصالح البلدان الإفريقية. وعرف هذا اللقاء الذي نظمه سفراء البلدان الإفريقية والمؤسسة الدبلوماسية بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون٬ مشاركة ممثلين عن أربعين بلدا من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا. وكانت مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بالمغرب٬ قد دعت، خلال افتتاح هذا المؤتمر، إلى عودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي. وجدد اسماعيلا نيماغا سفير جمهورية إفريقيا الوسطى المعتمد لدى المغرب والجزائر وتونس٬ وعميد سفراء المجموعة الإفريقية ٬ الدعوة٬ باسم المجموعة٬ إلى عودة المملكة المغربية إلى « أسرتها الكبيرة المتمثلة في الاتحاد الإفريقي». وذكر الديبلوماسي الإفريقي في هذا الصدد بالمبادرات التي قام بها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي من أجل تطوير مسار الاندماج الإقليمي على مستوى القارة الإفريقية٬ باعتباره خطوة رئيسية تسبق كل عملية تنموية شاملة ومستدامة للقارة. وفي ما يتعلق بالشراكة جنوب–جنوب٬ أكد نيماغا أن هذا النمط من التعاون «يظل قاطرة أساسية بالنسبة للدول الإفريقية للاستجابة للتحديات العديدة التي تواجهها مع مطلع القرن الحالي٬ وفي مقدمتها العولمة وتداعياتها السلبية»، مشيرا إلى أن الوقت قد حان من أجل جعل القارة الإفريقية وجهة للاستثمار وليس مجرد متلق للمساعدات الخارجية. وقال إن هناك حاجة ماسة لضخ دينامية حقيقية في مسار التعاون جنوب–جنوب من خلال تفعيل اتفاقات الاندماج الإقليمية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن القارة السمراء التي أضحت تتوفر على صورة جديدة تعتبر شريكا لا محيد عنه بالنظر لأهمية مواردها وقدراتها. وأضاف أن الاتحاد الإفريقي يولي أهمية كبيرة للشباب٬ مشيرا إلى أن هذه الشريحة العمرية تضطلع بدور محوري في أي مسلسل للتنمية. وعرف هذا اللقاء الذي نظمه سفراء البلدان الإفريقية والمؤسسة الديبلوماسية بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون٬ مشاركة ممثلين عن أربعين بلدا من إفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا.