تعرف مدينة سطّات فراغا على مستوى الأنشطة الرمضانية لفائدة الشباب، باستثناء توجّه الصائمين نهارا إلى ساحة محمد الخامس لمتابعة عروض فكاهية وبلهوانية في بعض حلقات الهواة، أو لعب "الضامة والكارطة" بالقرب من الساحة نفسها، أو ممارسة الرياضية بشكل فردي أو جماعي في إطار دوريات الأحياء والمؤسسات العمومية والخصوصية. ويعتبر دوري رمضان بملعب سيدي عبد الكريم المتنفس الرياضي الوحيد الذي يحتضن منافسات كروية لشبان الأحياء، بعدما لم يتمكن عدد من الجمعويين من تنظيم دوري حي السلام شرق المدينة، بسبب غياب الدعم؛ "مستوى الرياضة في سطات طايح... وتبقى المؤسسات التعليمية أو دوريات الأحياء مناسبة لإبراز بعض المواهب، وهو ما يجعل فرق المدينة لا تراهن على مخزون اللاعبين بالأحياء"، يقول أحد المهتمين بالشأن الرياضي بسطات. الدوريات موسمية دون قيمة مضافة عبد الرحيم فاكر، إعلامي مهتم بالشأن الرياضي بسطات، قال في تصريح لهسبريس: "دوريات الأحياء التي تنظم في شهر رمضان تبقى موسمية، كما أنها بدأت تقل من سنة إلى أخرى بعد اندثار عدد من الجمعيات التي كانت تشرف على تنظيم هذه الدوريات، إما بسبب وفاة بعض المنظمين أو بسبب الظروف القاسية التي يعيشها الذين ما زالوا على قيد الحياة". وعبّر فاكر عن أسفه لكون هذه الدوريات يشارك فيها لاعبون من كبار السنّ؛ بحيث إن معيار السن في المشاركة وكذا بعض المعايير الأخرى في ممارسة كرة القدم، كالحيّز الزمني للمباراة واختيار حكام في المستوى، لا يؤخذ بها كشرط لفتح الباب أمام أكبر عدد من الشبان والفئات الصغرى لإبراز مواهبهم، مشيرا إلى أن ذلك "يحول دون استفادة الفرق المتواجدة بسطات، سواء منها النهضة السطاتية أو النسمة أو أسود الشاوية". وأضاف عبد الرحيم فاكر أن الدوريات التي لا تعتمد على معايير تنظيمية مضبوطة "غالبا ما تعمّها الفوضى، وبالتالي لا يمكن أن تعتمد عليها الفرق كخزّان للمواهب وجلب اللاعبين، خاصة وأن الفرق في سطات ليس شغلها الشاغل هو التكوين، بل انتقلت المنافسة خارج الإطار الرياضي في البحث عن التموقع؛ بحيث تبقى دوريات رمضان في سطات موسمية دون فائدة على فرق المدينة، بل من أجل الرياضة والتسلية فقط"، وفق تعبيره. رياضيون: لاعبو دوريات الأحياء غير مؤطرين المختار السلامي، عن المكتب المسيّر لفريق النسمة الرياضية السطاتية، قال في تصريح لهسبريس: "دوريات رمضان بسطات، خاصة المنظمة منها في حي سيدي عبد الكريم، عرفت تطورا مقارنة مع السنوات الماضية، على مستوى تواجد بعض الحكّام، انطلاقا من إحدى المقابلات التي تابعتها والتي مرّت في ظروف جيّدة"، حسب رأيه. وبخصوص الاعتماد على دوريات الأحياء في رمضان للتنقيب عن اللاعبين، أوضح السلامي أن اللاعبين موجودون بمدينة سطات إلا أنهم غير مؤطّرين، مسجّلا المستوى المتدني للفرق المتواجدة بالمدينة، وهو ما أثر على مستوى اللاعبين ككل؛ بحيث "هناك صعوبة من أجل إدماج لاعبي الأحياء وانضباطهم للمجموعة، سواء على المستوى التكتيكي، أو الالتزام بوقت حضور التداريب وغيرها"، مشيرا إلى أن غالبية شباب سطات يفضّلون ممارسة كرة القدم بشكل عفوي غير محكوم ببرنامج ريّاضي منظّم. وحول اختيار فريقه "النسمة" للاعبين، قال السلامي إن "الفريق يجري اختبارات في بداية كل موسم رياضي"، مؤكّدا أن المجال مفتوح لجميع الشباب لإجراء مقابلات تجريبية لإقناع ممثلي الفرق بمهاراتهم، مشيرا إلى أن الفريق دائما يبحث عن المواهب الكروية الجاهزة؛ بحيث لا وقت للانتظار، موضّحا أن مدينة سطات "تزخر بخزان اللاعبين على مستوى الفئات الصغرى، وهو ما جعل الفريق يولي للاهتمام بها"، معللا ذلك بكون صغار النسمة احتلوا الرتبة الأولى في انتظار لعب مقابلة السدّ ببطولة عصبة تادلة، مقترحا دوريات تركّز على الفئات الصغرى. جمعويون منظمون يشتكون فؤاد ريان، رئيس جمعية نجوم الأحياء ممثل اللجنة المنظمة لدوري رمضان للأحياء بسيدي عبد الكريم، عبّر، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، عن المعاناة التي تعيشها اللجنة التنظيمية، خاصة على مستوى وضعية الملعب المليء بالحفر، مؤكدا على الاستمرار في تنظيم الدوري رغم غياب الدعم والمساندة من أي جهة كانت، ورغم أنه "مكاينش لي سوّل فينا في هذه المرحلة". وأوضح المتحدّث أن السنّ لمشاركة المواطنين في دوري الأحياء غير محدّدة، وبلغ عدد الفرق المشاركة هذه السنة 24 فريقا، مبرزا أن "اللجنة المنظّمة تعتمد على تمويل ذاتي لتأدية مستحقات الحكّام واقتناء الجوائز، منذ انطلاق المنافسات إلى مباراة النهاية وتوزيع الجوائز، مع حفاظنا بأنفسنا على الأمن وسلامة الجمهور واللاعبين والحكّام رغم الترخيص لنا من السلطات"، مقرّا بوجود عدد من الاحتجاجات وقليل من الشغب، معتبرا ذلك "أمرا طبيعيا في جميع الدوريات والبطولات". وأضاف الفاعل الجمعوي أن اللعب في الدوري يرقى إلى المستوى، معللا ذلك بكون عدد من اللاعبين المنتمين للفرق يشاركون في دوريات رمضان، كما أن عددا من اللاعبين الكبار مرّوا من دوريات الأحياء لكونها خزّانا للمواهب، معتبرا الدوريات "متنفسا وحيدا للشباب وعدد من آلاف المتفرجين الذين يحجّون إلى الملعب خلال شهر رمضان"، مطالبا بإصلاح الملعب لضمان مزيد من الأمان. مديرية الشباب تدعم الفئات الصغرى عبد الرحمان لعجيل، ممثل مديرية الشباب والرياضة في سطات، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن المديرية الإقليمية، وبتنسيق مع الديرية الجهوية، ركّزت خلال شهر ماي المنصرم على دوري الأحياء للأطفال في كرة القدم وكرة السلة؛ حيث عرفت سطات منافسات الاقصائيات الجهوية تنفيذا للبرنامج الوطني "أبطال الحي"، بهدف خلق فضاءات لتنمية قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم واكتشاف المواهب الرياضية في المجالين القروي والحضري. وحول دوري الأحياء في رمضان، قال لعجيّل: "المديرية بسطات ركّزت على العمل المباشر بتعاون مع جمعيات فرق الأحياء والجمعيات الرياضية، الذي يروم تشجيع الممارسة الرياضية القاعدية للفئات الصغرى المتراوحة أعمارهم بين 10 و14 سنة في الألعاب الجماعية، كتنظيم دوريات في كرة القدم وأنشطة رياضية أخرى خلال رمضان بمختلف نقط الإقليم، كسيدي العايدي وأولاد سعيد وابن أحمد وكيسر"، بتعبيره.