اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الجمعة بعدد من المواضيع من أبرزها قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من اتفاق باريس حول تغير المناخ. ففي إسبانيا، كتبت (الباييس) أن ترامب قرر الخروج فورا عن اتفاق باريس الذي وقعه سلفه، باراك أوباما، وبالتالي تحقيق أحد وعوده خلال حملته الانتخابية، مشيرة إلى أن ترامب اعتبر أن هذا الاتفاق يضر بالاقتصاد الأمريكي، ويريد اتفاقا "أكثر عدلا"، مذكرة بأن الولايات المتحدة هي البلد الثاني الأكثر تلويثا للبيئة في العالم. من جهتها ذكرت (الموندو) أن ترامب قرر الخروج من اتفاق المناخ بحجة الرغبة في "إنقاذ المصانع والوظائف" في الولايات المتحدة، مضيفة أن الرئيس الامريكي يريد "إعادة التفاوض" حول اتفاق المناخ الحالي الذي يعتبره "غير عادل" بالنسبة للولايات المتحدة مقارنة بالصين والهند والاتحاد الأوروبي. وتحت عنوان "ترامب يخرج الولايات المتحدة من اتفاق باريس التاريخي حول تغير المناخ" أوردت (لا فانغارديا) أن رئيس ثاني أكبر بلد باعث للغازات الدفيئة "فجر الإجماع الدولي حول إنقاذ كوكب" الارض، مشيرة إلى أن "هذه العزلة الطوعية يمكن أن تجعل من الصين القوة الرائدة في مجال نماذج الطاقات الجديدة". وفي سياق متصل كتبت صحيفة (لا راثون) أن ترامب "أضرم النار في الكوكب" بتأكيده انسحاب بلاده من اتفاق باريس ضد تغير المناخ. وفي بلجيكا،كتبت (لوسوار) أن رهان المناخ لا يمكن كسبه في ظل غياب ثاني بلد مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري وأول قوة اقتصادية في العالم. وبالنسبة ل(لاديرنيير أور) فإن أبعاد هذا القرار ستتجاوز قضايا المناخ، فهو مؤشر على الموقع الذي تسعى الإدارة الأمريكيةالجديدة إلى احتلاله على الساحة الدولية في السنوات المقبلة. من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن ترامب من خلال قراره الذي خلف صدمة بالنسبة لمحاوريه وشركائه، " يقدم خدمة لأول قوة في العالم ويفتح أمام أوروبا الطريق للبحث عن مخرج لهذه الوضعية إذا ما تمكنت أخيرا من طمس مصالحها الخاصة". وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع من ضمنها زيارة الدولة التي قام بها رئيس الوزراء الصيني لألمانيا والمباحثات التي أجارها مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين. فذكرت صحيفة (دي فيلت) بخصوص هذه الزيارة أن الصين صارت للمرة الأولى أكبر شريك تجاري لألمانيا في 2016 وتفوقت بذلك على الولايات المتحدة التي تراجعت إلى المركز الثالث بعد فرنسا، وستكون أيضا القوة الرائدة الجديدة في اتفاق باريس للمناخ، إذ سيسهم ذلك في الدفع بالعلاقات أكثر من أي وقت مضى. وأشارت إلى أن ميركل اتخذت قرارها بعد تراجع العلاقات مع أمريكا وكانت واضحة في موقفها، مضيفة أن اتخاذ الصين، القوة الصاعدة، لتكون شريكا مهما لألمانيا أمر جيد. من جهتها كتبت صحيفة (تاغستسايتونغ) في تعليقها أن اجتماع رئيسي حكومتي كل من ألمانيا والصين جاء بعد تعرض اقتصادهما للهجوم من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بتطبيق إجراءات حمائية ضد الواردات خاصة من الصين وألمانيا، وكلاهما وفي رد على سياسة الرئيس الأمريكي، اتفقا على تعزيز التجارة الحرة، والتعاون للوقوف في وجه رجل البيت الأبيض. أما صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) فتساءلت عما إذا كانت كل من الصين والهند فعلا بديلا مناسبا عن الولايات المتحدةالأمريكية بالنسبة لألمانيا، كما تساءلت في نفس الوقت عن الوضع بالنسبة لروسيا التي كانت دائما ولفترة طويلة ترغب في التقرب من ألمانيا. مضيفة أنه إذا تم اختيار دول استبدادية لتكون في مستوى شركاء محتملين، فماذا سيكون مصير القيم الأوروبية . وفي إيطاليا، اهتمت الصحف، أيضا، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خروج الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، الذي تم التوصل إليه في دجنبر 2015 لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وكتبت (ريبوبليكا) أن الولايات المتحدة رفعت إلى ثلاثة عدد البلدان التي ليست طرفا في اتفاق باريس التاريخي حول المناخ (سوريا ونيكاراغوا والولايات المتحدةالأمريكية)، مشيرة إلى أن الانتقادات توالت من جميع أنحاء العالم بعد الإعلان عن هذا القرار، خاصة من الصين والاتحاد الأوروبي، وعبرت برلين وباريس وروما في بيان مشترك عن "أسفها" لخروج واشنطن من اتفاق باريس. أما (كورييري ديلا سيرا) فأوردت رد فعل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الذي عبر عن أسفه لقرار دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، مشيرة إلى أن أوباما قال في بيان إن الاتفاق لم ير النور في سنة 2015 إلا بفضل "الريادة الأمريكية على الساحة العالمية"، لاسيما وأن "القطاع الخاص اختار بالفعل مستقبلا منخفض الكربون". وتابعت اليومية أن أوباما قال في بلاغه إن "البلدان التي لا زالت في اتفاق باريس هي من ستجني الفوائد من حيث الوظائف والصناعات التي تم إنشاؤها، وأعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تقود القافلة". وفي بريطانيا اهتمت الصحف بحملة الانتخابات التشريعية، وإطلاق روسيا صواريخ على أهداف للجهاديين في سورية. وتطرقت (الغارديان) للحملة التي يقودها زعيم حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين، الذي يواصل صعوده في استطلاعات الرأي وتقليص الفجوة بين حزب العمال وحزب المحافظين المنافس بزعامة رئيسة الوزراء، تيريزا ماي. من جهتها، أوردت (ديلي تلغراف) دعوة رئيسة الوزراء البريطانية للناخبين للتصويت لصالحها لتمكينها من بدء المفاوضات مع بروكسل بحكومة "مستقرة وقوية"، مشيرة إلى أن تقدم المحافظين تراجع من 20 نقطة في مايو إلى 9 نفط حاليا بحسب استطلاعات الرأي. أما (دي اندبندنت) فاهتمت بإطلاق روسيا صواريخ كروز من غواصة وفرقاطة في البحر الأبيض المتوسط ضد أهداف لتنظيم "داعش" الارهابي قرب تدمر في سورية، مشيرة إلى أن آخر مرة أعلنت فيها روسيا قصف أهداف في سورية بصواريخ من طراز كاليبر كان في نونبر 2016. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بدورها بانسحاب الولايات المتحدةالأمريكية من اتفاق باريس حول المناخ. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن دونالد ترامب أكد أمس انسحاب بلاده من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، لتصبح ثالث بلد، إلى جانب سورية ونيكاراغوا، لا يدعم هذا الاتفاق، وتبتعد بالتالي عن حلفائها، مضيفا أن واشنطن لم تستبعد إلى حد الآن عودة محتملة إلى اتفاق باريس. وبحسب اليومية فإن هذا الخروج من اتفاق باريس لن يكون فوريا، إذ سيتعين على ترامب بدأ مسلسل طويل لن يكتمل قبل نونبر 2020، وهو الشهر نفسه الذي ستنظم فيه الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدةالأمريكية. من جهتها أشارت (بوبليكو) إلى أن البيت الأبيض حاول حتى اللحظة الأخيرة الحفاظ على التشويق حول مضمون بيان الرئيس الأمريكي بشأن اتفاق باريس حول المناخ، قبل أن يؤكد هذا الأخير أخيرا ما كان يعلمه الجميع قبل يوم بأن واشنطن ستترك الاتفاق حول مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي سويسرا، كتبت (لوتون)، تحت عنوان "ترامب يقبر مصداقية أمريكا"، أن الرئيس الأمريكي "ارتكب خطأ فادحا من شأنه أن يهمش واشنطن على الساحة الدولية"، مضيفة "إن انسحاب الولايات المتحدة، ثاني أكبر ملوث في العالم بعد الصين، إهانة للعالم الذي أثبت أن الزيادة الضخمة في انبعاثات ثاني أكسيد الكاربون منذ العصر ما قبل الصناعي هي المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري". من جهتها أشارت (تريبيون دو جنيف)، إلى ما بعد الصدمة التي يمثلها هذا الإعلان، وأن القلق الحقيقي يهم التمويل، سواء بالنسبة لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أو المساعدات الدولية للدول الأكثر فقرا، مضيفة، تحت عنوان " ترامب متهم بإضعاف ريادة الولايات المتحدة"، أن المدن الامريكية القوية ككاليفورنيا ونيويورك قالت إنها غير ملزمة بقرار الرئيس. وفي سياق متصل اعتبرت (24 أور) أن قرار الرئيس دونالد ترامب يشكل "إهانة" للأغلبية الساحقة من الأمريكيين الذين يعتقدون أن تغير المناخ يشكل "تهديدا خطيرا".