عبرت "المبادرة المدنية من أجل الريف" عن رفضها الشديد لإقحام فضاءات التعبد في التحريض السياسي، سواء من جهة الدولة أو الأفراد، واعتبارها تخصيص وزارة الأوقاف لخطبة خاصة بالحسيمة ظهيرة يوم الجمعة 26 ماي، بالنظر إلى السياق المحلي للحراك، وبمضمون يحرض ضد شباب الحركية الاحتجاجية، "تقديرا مرفوضا وانزلاقا خطيرا يستفز ردود الفعل غير المحتملة وغير المقبولة من زاوية القانون والمجتمع". المبادرة، وفي بلاغ توصلت به هسبريس، لفتت الانتباه إلى ما اعتبرته "انزلاقات ولا مهنية الإعلام العمومي في التعاطي مع ما يجري بالحسيمة"، واستنكارها "ما اعتمده من شحن وتحريض بالترويج لصور فوضى وعنف الملاعب الرياضية ونسبتها للمحتجين بالحسيمة". وجددت الفعاليات المنتسبة للمبادرة تأكيدها على "دعمها للمطالب العادلة للحركية الاحتجاجية بالريف، بما يعزز الحفاظ على وحدة الوطن والسلم المدني كدعامة أساسية لكسب التحديات في سياق مضطرب إقليميا ودوليا، والتأكيد على حاجة منطقة الريف بشكل خاص لاستكمال مسارات المصالحة وجبر الأضرار بمقاربة نوعية ومتجددة". وشددت المبادرة على ضرورة الحرص المضاعف على احترام القانون وتوفير جميع الضمانات المنصوص عليها دستوريا وقانونيا في التعاطي مع مختلف التداعيات المتصلة بالحركية الاحتجاجية، و"القطع مع الخرق السافر لمبدأ قرينة البراءة كما عكسته التدابير المتخذة إلى حد الآن، ورفض التكييف القانوني الذي تريد النيابة العامة إلباسه بالمتظاهرين الموقوفين من نشطاء الحركية الاحتجاجية". وختمت "المبادرة المدنية من أجل الريف" بلاغها بالتشديد على "وجوب العمل على تعزيز تدابير الثقة بإطلاق سراح المعتقلين الموقوفين مؤخرا على خلفية التظاهر وتداعياته، بموازاة مع إطلاق عملية الحوار بين الفاعلين الأساسيين على المستوى المؤسساتي والمدني، والتسريع بالانتقال إلى برنامج الحكومة بشأن تلبية المطالب وأجندة تنفيذ الالتزامات وإحداث آليات التقييم والمراقبة واليقظة بشأن وتيرة الانجاز وفعاليته". المبادرة تضم كلا من أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، وآمنة المسعودي، أستاذة جامعية، وبوبكر لاركو، رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وجمال بندحمان، أستاذ جامعي وفاعل مدني، وخديجة مروازي، الكاتبة العامة للوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وخالد بنتهامي، ناشط مدني، وصلاح الوديع، رئيس حركة ضمير، وعبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، ومحمد النشناش، ناشط حقوقي والناطق الرسمي باسم المبادرة، ومحمد بنموسى، خبير اقتصادي وفاعل مدني، ومصطفى المانوزي، رئيس المركز المغربي للديمقراطية والأمن، والمصطفى المعتصم، أستاذ جامعي، ووصفي بوعزاتي، طبيب بيطري وفاعل حقوقي.