أصبح المدونون والجماعات المعادية للإسلام في الولاياتالمتحدة، موضع اهتمام مكثف الآن جراء الاشتباه في أن رسالتهم التي تنم عن كراهية الإسلام، قد ساهمت في إلهام أندرز بهرنغ بريفيك المتهم بارتكاب مذبحة أسلو ومعسكر شباب حزب العمل الحاكم. وساعد على تحديد هوية هؤلاء المدونين وتلك الجماعات، البيان المحرر من 1500 صفحة الذي نشره بريفيك (32 عاما) علي شبكة انترنت بعنوان "2083: إعلان الاستقلال الأوروبي"، والذي وقع عليه بإسم "أندرو بيرويك". وتبين أنهم جمعيا ينتمون الى "حركة تعمل عبر المحيط الأطلسي غالبا ما تسمي نفسها "مكافحة الجهاد”، وفقا للباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية توبي آرتشر، في مقال نشره يوم 25 الجاري علي صفحات foreignpolicy.com. وأضاف آرتشر في تقريره "من الواضح أن بريفيك، من واقع كتاباته، هو نتاج هذه الحركة أو الشبكة التي غالبا ما تنشط عبر الإنترنت والتي تتكون من مدونين وكتاب ونشطاء مناهضين للمسلمين وللحكومة وللهجرة”. كما كتب آرتشر أنه على النقيض من اليمين الأوروبية التقليدي، فإن هذه الشبكة تميل إلى التعاطف مع السامية، وتؤيد أكثر الأحزاب اليمينية تطرفا في اسرائيل. هذا ومن الملفت للنظر ذلك التداخل البادي بين أعضاء هذه الشبكة الامريكية -وجميعهم من الموالين لحركة المحافظين الجدد- وبين قادة حملة العام الماضي الهادفة إلي منع بناء مركز اجتماعي إسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن، ما يسمى "مسجد غراوند زيرو". كذلك فقد روجت هذه الجماعات المناهضة للإسلام، وبنشاط، لفيلم "الهوس: حرب الإسلام الراديكالي ضد الغرب" من إنتاج "صندوق كلاريون" -وهو الواجهة الظاهرة لمجموعة أقصى اليمين الإسرائيلية Hatorah- والذي يقارن التهديد الذي يشكله الاسلام المتطرف بخطر ألمانيا النازية في الثلاثينات. وقد تم توزيع نحو 28 مليون نسخة من شريط الفيديو (الفيلم) هذا علي الأسر المقيمة في الولاياتالأمريكية المترددة في الإختيار بين مرشحي الرئاسة، وذلك في عشية انتخابات الرئيس عام 2008، وفي محاولة واضحة لاستمالة الناخبين ضد باراك أوباما. وأشار بريفيك في بيانه المذكور الى فقرات من كافة الفصول العشرة الواردة في فيلم "الهوس" هذا والمنشورة علي "يوتيوب". كما أشار بيانه، ضمن مصادر أخري، إلي مدونة مرصد الجهاد "Jihad Watch" ومؤلفها روبرت سبنسر، وخصها بالذكر ما لا يقل عن 162 مرة فيما ذكر منتدي الشرق الأوسط (MEF) لدانيال بايبس بمجموع 16 مرة، وفقا لاحصاء أجراه مركز التقدم الأميركي، وهو مؤسسة بحثية ليبرالية في واشنطن. وأشار إلى مدونة أخري، باميلا جيلر ومدونتها 12 مرة في البيان، وثمان مرات إلي كل من مركز السياسة الأمنية (CSP) ورئيسه فرانك جافني، وكارولين غليك من "شؤون الشرق الأوسط"، ضمن آخرين. وذكر الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية أن المدونين المذكورين والكثيرين من غيرهم قد إستلهموا توجهاتهم من الباحثة البريطانية- السويسرية بات ياورو. وكانت بات ياورو قد أصدرت في 2006 كتاب "أورابيا: المحور الأوروبي-العربي"، الذي يصور "تطور أوروبا من الحضارة اليهودية المسيحية ... نحو مرحلة ما بعد الحضارة اليهودية المسيحية، مرحلة تخضع لأيدولوجية "الجهاد" والقوى الإسلامية التي تروج له". وشرحت الكاتبة في محاضرة في معهد هدسون للمحافظين الجدد، أن مفهوم "أورابيا" هو معاداة السامية وموجه ضد كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة. ويذكر أن بريفيك قد إستشهد بالباحثة ياور وكتابها 59 مرة في بيانه المذكور.