مرة أخرى، وللسنة الثانية على التوالي، تبصم الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية، على حضور لافت ب"بوينوس أيريس"، من خلال تقديم عروض فنية أبدعت في أدائها ،ونالت بذلك حظا كبيرا من الإعجاب والتقدير من جمهور ارجنتيني صفق طويلا لهذه الفرقة المغربية، وتفاعل بكثير من الاحساس مع مختلف الايقاعات والنغمات التي قدمتها. وتأتي مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية، هذه السنة، في إطار الاحتفال بالعيد الوطني للأرجنتين، وكانت الفرقة ذاتها قد شاركت أيضا العام الماضي في الاحتفالات المخلدة للذكرى المئوية الثانية لاستقلال الأرجنتين عن إسبانيا. على طول جنبات شارع "ليبرطادور (المحرر)" ببوينوس أيريس، الذي سارت فيه الفرق الموسيقية العسكرية الأرجنتينية والأجنبية المشاركة في هذا الاحتفال، لمسافة تناهز الكيلومترين، استطاعت الفرقة المغربية أن تشد إليها الانتباه، وأمتعت آلاف الجماهير من الأرجنتينيين وغيرهم، من خلال أداء حرصت الفرقة أن يكون فيه كثير من الابداع والاتقان والجمالية والأناقة والروعة. وما زاد الصورة التفاعلية بهاء هو توقف الفرقة المغربية، بين الفينة والأخرى، ليقترب أعضاؤها من الجماهير ويصيروا جزءا منهم، وهم يعزفون من الانغام، ما يجعل الحضور يسافر بخياله نحو المغرب، البلد الغني بتنوع ثقافاته وحضاراته. وبعدها دلفت الفرق العسكرية الأرجنتينية والأجنبية المشاركة إلى ملعب البولو بحي باليرمو، في العاصمة الارجنتينية، لتبدأ تباعا في تقديم عروضها تحت أنظار الآلاف من الأرجنتينيين الذين غصت بهم مدرجات الملعب، وبحضور رئيس الحكومة ماركوس بينيا، ووزير الدفاع، خوليو مارتينيز، وسفير المملكة المغربية ببوينوس أيريس، فؤاد يزوغ، وعدد من المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين. وما أن صدح ميكرفون مقدم الفرق باسم الفرقة المغربية، ونشأتها وتاريخ مشاركتها في مختلف الاحتفالات الوطنية والدولية، حتى تعالت أصوات الجماهير مرحبة بالفرقة التي لايزالون يتذكرون أنها قبل نحو عام فقط أمتعتهم، وفي نفس المكان وبحضور الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري، بعروض موسيقية يصعب أن تسقط من ذاكرتهم لروعتها وتفرد إيقاعتها التي تعكس التراث الموسيقي لكل جهات المملكة. وعلى أرضية هذا الملعب الشهير صدحت الفرقة العسكرية المغربية بنغمات أغاني وطنية خالدة؛ ك"نداء الحسن" وأغاني حماسية أخرى جعلت الأرجنتينيين يتفاعلون، بكل تلقائية، مع إيقاعاتها كما أبهرت الفرقة الحضور من خلال رسم لوحات فنية يجيد أعضاؤها تشكيلها وإتقانها بكل تناغم وانسجام. وتظل أقوى لحظات التفاعل بين الجمهور والفرقة المغربية، عند نهاية إحدى العروض، متمثلة في تلويح أعضاء الأخيرة بعلمين مغربي وأرجنتيني وهم يصدحون ملء الحناجر "عاش المغرب" "عاشت الارجنتين" مرددين "الله الوطن الملك".. صورة صفق لها الجمهور طويلا ولسانهم يردد عبارات الاعجاب؛ "أنتم رائعون" و "نحييكم بحرارة". * و.م.ع