مرة أخرى وللسنة الثانية على التوالي تبصم الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية، على حضور لافت ببوينوس أيريس، من خلال تقديم عروض فنية أبدعت في أدائها ونالت بذلك حظا كبيرا من الإعجاب والتقدير من جمهور ارجنتيني صفق طويلا لهذه الفرقة المغربية وتفاعل بكثير من الاحساس مع مختلف الايقاعات والنغمات التي قدمتها. وتأتي مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية، هذه السنة، في إطار الاحتفال بالعيد الوطني للأرجنتين. وكانت الفرقة ذاتها قد شاركت أيضا العام الماضي في الاحتفالات المخلدة للذكرى المئوية الثانية لاستقلال الأرجنتين عن إسبانيا ذات تاسع يوليوز من سنة 1816. فعلى طول جنبات شارع «ليبرطادور (المحرر)» ببوينوس أيريس، الذي سارت فيه الفرق الموسيقية العسكرية الأرجنتينية والأجنبية المشاركة في هذا الاحتفال، ولمسافة تناهز الكيلومترين، استطاعت الفرقة المغربية أن تشد لها الانتباه وأمتعت آلاف الجماهير من الارجنتينيين وغيرهم، من خلال أداء حرصت الفرقة أن يكون فيه كثير من الابداع والإتقان والجمالية والأناقة والروعة. وما زاد الصورة التفاعلية بهاء هو توقف الفرقة المغربية، بين الفينة والأخرى، ليدنو أعضاؤها من الجماهير ويصيرون جزءا منهم وهم يعزفون من الأنغام ما يجعل الحضور يسافر بخياله نحو المغرب، البلد الغني بتنوع ثقافاته وحضاراته. وبعدها دلفت الفرق العسكرية الأرجنتينية والأجنبية المشاركة إلى ملعب البولو بحي باليرمو بالعاصمة الأرجنتينية لتبدأ تباعا في تقديم عروضها تحت أنظار الآلاف من الأرجنتينيين الذين غصت بهم مدرجات الملعب، وبحضور رئيس الحكومة ماركوس بينيا، ووزير الدفاع، خوليو مارتينيز، وسفير المملكة المغربية ببوينوس أيريس، فؤاد يزوغ، وعدد من المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين. وما أن صدح ميكرفون مقدم الفرق باسم الفرقة المغربية ونشأتها وتاريخ مشاركتها في مختلف الاحتفالات الوطنية والدولية، حتى تعالت أصوات الجماهير مرحبة بالفرقة التي لا يزالون يتذكرون أنها قبل نحو عام فقط أمتعتهم، وفي نفس المكان وبحضور الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري، بعروض موسيقية يصعب أن تسقط من ذاكرتهم لروعتها وتفرد إيقاعتها التي تعكس التراث الموسيقي لكل جهات المملكة. وتعكس هذه المشاركة المغربية في احتفالات العيد الوطني للأرجنتين التعاون والتنسيق المشترك على أكثر من صعيد بين الرباط وبوينوس أيريس اللذين يعملان على المساهمة في تعزيز التعاون جنوب- جنوب، وتوطيد الأمن والسلم في العالم.