تتحول معظم شوارع مدينة فاس، خلال شهر رمضان، إلى سوق مفتوح لعرض مختلف الحلويات؛ مثل "الشباكية" و"البريوات" و"كعب غزال" و"المقروطة" و"البسطيلة" و"الزميتة" و"الورقة" و"الحلوة الفلالية"، وكذلك لعرض الفطائر المتنوعة، مثل "القراشل" و"البغرير" و"الملاوي". ويتخذ هؤلاء الباعة الموسميون، أغلبهم من النساء، الأرصفة لعرض ما يعدونه بمنازلهم من حلويات وفطائر، مفضلين الأماكن التي توجد بها محلات تجارية معروفة بعرض "شهيوات" رمضان للظفر بنصيب من الزبناء، مثل زنقة الحسيمة بحي الأطلس، وشارع حي فاس الجديد، وشارع محمد الخامس بقلب العاصمة الروحية، فضلا عن الشارع الرئيسي لحي السعادة. وحسب عدد من أصحاب المتاجر المخصصة لعرض حلويات وفطائر رمضان، تحدثوا لهسبريس، فإن عددا من مستغلي الدكاكين المجاورة لمحلاتهم يعمدون، خلال شهر رمضان، إلى كراء المساحة المجاورة لمحلاتهم بثمن قد يصل إلى ثلاثين ألف درهم لباعة عشوائيين للحلويات والفطائر، حيث يأذنون لهم بتجهيز هذه الأرصفة برفوف وطاولات لوضع سلعهم؛ وهو ما يجعلهم، بحسبهم، يواجهون منافسة غير شريفة تضر بمصالحهم خلال هذا الشهر الذي يراهنون عليه للتخفيف من الأزمة التي تلازمهم طيلة باقي أشهر السنة، نظرا لقلة الطلب على معروضاتهم. "بعض المتبضعين يعتقدون أن هذه المحلات المتنقلة هي ملحقة بمتاجرنا"، حسب صاحب محل لبيع الحلويات والعجائن بحي الأطلس، تحدث لهسبريس، والذي نبه إلى أن المستهلكين يشترون بعض المواد الغذائية لا تحترم الشروط الصحية؛ لأنه، بحسبه، يجهل الظروف التي يتم فيها إعداد هذه الحلويات والفطائر. ولا تقتصر هذه الظاهرة على أرصفة شوارع مدينة فاس؛ بل تمتد إلى أبواب المساجد، التي يتقاطر عليها، على الخصوص، مع صلاة العصر من كل يوم، باعة "البغرير" و"الملاوي" وحليب "العبار"، الذين يتخذون من هذه الفضاءات أماكن لعرض سلعهم جنبا إلى جنب مع بائعي الخضر والفواكه والخبز. واختارت الكثير من المحلات التجارية بمدينة فاس، مع مطلع شهر رمضان، تغيير أنشطتها، مثل عدد من الدكاكين الموجودة بشارع فاس الجديد والطالعة الكبيرة والرصيف، فضلا عن محلات تجارية أخرى كائنة بأحياء المدينةالجديدةلفاس، كحي النرجس والسعادة، حيث اختار أصحاب هذه المحلات وضع يافطات منمقة بأبواب متاجرهم يشيرون من خلالها إلى تخصصهم في بيع "شهيوات رمضان". وقد اختار أصحاب هذه المحلات تحويل متاجرهم لورشات متخصصة في صناعة حلويات وفطائر رمضان، مثل صاحب مقهى بحي النرجس الذي حول مقهاه من فضاء لتقديم كؤوس الشاي وفناجين القهوة للزبناء إلى "معمل" لصناعة "الشباكية" و"البغرير" و"البريوات"، وغيرها من الحلويات والفطائر التي يرتفع الطلب عليها خلال رمضان. ولم تسلم من هذه الظاهرة مجموعة من الساحات بمدينة فاس التي تتحول خلال كل شهر رمضان إلى سوق مفتوح لعرض المواد التي يكثر عليها الإقبال خلال هذه المناسبة، كما هو الشأن بالنسبة إلى ساحة الرصيف، التي "يغير" عليها الباعة الجائلون، المتخصصون في بيع مختلف "الشهويات" الرمضانية، بدءا من عصر كل يوم من شهر الصيام، ولا يبرحونها إلى مع أذان المغرب.