بكثير من اليأس والتشبث بحق التوظيف، أعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، خلال ندوة صحافية بالرباط، دخول مجموعة من "الأساتذة المتدربين" في إضراب مفتوح عن الطعام ينطلق بعد زوال اليوم الثلاثاء، عقب شهور أربعة من إعلان نتائج مباراة التوظيف التي عرفت "ترسيب 150 أستاذا وأستاذة". وقال محمد قنجاع، "أستاذ مُرسَّب" وعضو المجلس الوطني للأساتذة المتدربين، إن خطوة الإضراب عن الطعام تأتي عقب استنفاد مجموعة من المحطات النضالية والمواعيد والتواصل بعدد من الفرق البرلمانية والهيئات الحقوقية والنقابية، وبعد عدد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات. وأوضح المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن خطوة الإضراب عن الطعام فرصة لرفع الصوت وانتزاع الحقوق ورفض السكوت عن الظلم المفروض على مجموعة من 150 من خيرة الأساتذة، واختطاف مستقبلهم، متابعا "هي معركة الكرامة واستِرداد القرار التربوي المستقل في هذا البلد". ويرى عضو المجلس الوطني للأساتذة المتدربين أن ترسيب هذه الفئة كان بسبب "الدفاع عن المدرسة العمومية وعن الحرية والكرامة بهذا البلد"، موضحا أن مجموعة من 9 أشخاص ستكون أول من يخوض الإضراب تليها أخرى بعد يومين تشمل أستاذات، لإعطاء دفعة جديدة للمعركة، ومحاولة دفع السلطات إلى التراجع عن قرارات الترسيب والعودة إلى طاولة الحوار. ودعا قنجاع الجهات الوصية إلى الكشف عن المحاضر، قائلا: "لطالما كانت الدولة متأكدة من رسوبنا، فلتكشف إذن عن نقاطنا ونتائجنا"، لافتا إلى أن الأساتذة "المرسبين" متيقنون من نجاحهم بشهادة المفتشين ولجان الاختبارات الذين شهدوا بذلك. وأوضح عضو المجلس الوطني للأساتذة المتدربين أن الأمراض وتداعيات التعنيف ستمنع مجموعة من الأساتذة من الإضراب عن الطعام، لافتا إلى أن كل من ينوي خوض هذه الخطوة سيكون عليه توقيع شهادة يقر عبرها باستعداده وهو بكامل قواه العقلية باتخاذه هذا القرار إلى الرمق الأخير أو حل هذا الملفّ". من جهته، اعتبَرَ يوسف ماكوري، عضو الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أن "الحكومة أقدمت على ترسيب 150 أستاذا وأستاذة عن سبق إصرار وترصد في وقت تعهد اتفاق واضح بتشغيل هؤلاء الشباب بدون استثناء". وقال الفاعل النقابي، ضمن حديثه للجريدة، إن "كل ما يطالب به الأساتذة المُرسَّبون هو الكشف عن نتائجهم ردا على ما تدَّعيه الوزارة برسوبهم في الامتحانات، لافتا إلى أن الأساتذة أعلنوا استعدادهم لتقديم الاعتذار للدولة والقطاع إذا ما تأكد حصولهم على نقاط موجبة للرسوب". وأبرز المتحدث أن تصرف الأساتذة ينم عن "قمة النضج وتحمل المسؤولية"، مشيرا إلى أنه لا مبرر يجعل الوزارة والدولة تُخلف التزاماتها مع هؤلاء الشباب، بالإضافة إلى خذلان النقابات التي كانت ضامنة للحوار، موجها انتقادات لاذعة إلى الحكومة والوزارة الوصية التي تنهج سياسة الآذان الصماء، وفق تعبيره، والتي لم تَترُك للأساتذة خيارا غير اللجوء إلى الإضراب عن الطعام.