استنكرت ساكنة منطقة امي نواقا، المكونة من ستة دواوير، بالجماعة الترابية ايت ولال، بإقليم زاكورة، ما أسمته "محاولة استنزاف ما تبقى من المياه الجوفية وتهديدها بالعطش والجفاف، من خلال محاولة بعض الجهات الرسمية (عمالة زاكورة، الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ووكالة الحوض المائي لكير زيز غريس)، إنجاز ثقب مائي استكشافي عمقه حوالي 550 مترا"، ما واجهته الساكنة بالرفض. الشاكنة الرافضة للمشروع تقدمت بعدة شكايات وتعرضات إلى الجهات المعنية؛ فضلا عن مراسلتها الديوان الملكي، ومكتب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، الذي ترأسه الأميرة للا مريم، ووزير الداخلية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لحث المسؤولين على عدم إنجاز هذا الثقب المائي الذي ستكون له أضرار كبيرة على المنطقة. ساكنة المنطقة نظمت وقفة احتجاجية للتنديد بما وصفته ب"الحكرة والتهميش"، و"ممارسة العنصرية ضدها من قبل أحد المنتخبين، بتواطؤ مع جهات رسمية"، حيث شدد المحتجون على أنهم لن يسمحوا بإنجاز ثقب مائي بالمنطقة، مهما كلفها الأمر، حسب تعبيرهم، رافعين لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل: "مادامت قضيتنا عادلة ومشروعة فلن نركع"، و"لا لاستنزاف ما تبقى من الفرشة المائية للمنطقة"، "جميعا من أجل حماية فرشتنا المائية"، و"امي نواقا يستغيث". وهددت الساكنة بالهجرة الجماعية في حالة تشبث الجهات المعنية بضرورة إنجاز ثقب مائي بالمنطقة، "لأن ذلك سيؤدي لا محالة إلى الجفاف الذي سيأتي على الأخضر واليابس، والدليل على ذلك هو الثقب الاستغلالي المنجز سابقا على عمق 96 مترا، والذي أدى بكثير من السكان إلى ترك أرضهم للبحث عن مصدر عيش"، مشددة على أن المنطقة تعد مصدر للماء الصالح للشرب لجميع الدواوير التابعة لجماعة ايت ولال، ما يستوجب على الجهات الرسمية التفكير في إنجاز سد بالمنطقة للحفاظ على الفرشة المائية، وليس إنجاز المزيد من الثقب الاستكشافية لاستنزاف ما تبقى. وقالت بزة بني باطن، من المحتجين : "نحن نرفض إنجاز هذا الثقب الاستكشافي، نظرا للأضرار التي سيلحقها بالفرشة المائية. وفي حالة تشبث الدولة بضرورة إنجازه فعليها التفكير أولا في إيجاد مكان آخر وترحيلنا إليه". وزادت المتحدثة: "نحن أيضا نريد أن نعيش بالمدن والمراكز الحضرية؛ فإذا كانت الدولة تريد فرض ما لا نريده، علينا بدورنا أن نفرض عليها ترحيلنا إلى الرباط والدار البيضاء لنعيش حياة الرفاهية". واسترسلت المتحدثة، في تصريحها لجريدة هسبريس، بأن "تعنت عمالة زاكورة وجهات أخرى معروفة بعدائها لأبناء المنطقة ستكون له عواقب وخيمة، والكل من موقعه سيتحمل المسؤولية"، وفق تعبيرها، مطالبة الملك بالتدخل العاجل لحماية رعاياه الأوفياء الذين يتعرضون للظلم والتهميش بهذه الربوع من المغرب. من جهته، قال الحسين جناح، وهو متقاعد من القوات المسلحة الملكية، وصاحب الأرض المعنية بإنجاز الثقب الاستكشافي: "قضيت أزيد من 28 سنة وأنا أدافع عن الوطن وعن الملك والمقدسات الوطنية، وبعد تقاعدي من الجيش ارتأيت استغلال أرض أجدادي؛ وذلك من أجل العيش وتلبية طلبات أسرتي"، مضيفا أن "العمالة وقطاعات أخرى تحاول مصادرة أرضه بدون رضاه وبطرق ملتوية، من خلال محاولتها إنجاز ثقب مائي داخلها"، وملتمسا من الملك محمد السادس رفع الضرر الذي سيلحق بمزرعته وكذا بساكنة امي نواقا. وأشار المتحدث إلى أن المكلفين بالبحث والتنقيب عن المياه الجوفية بالرشيدية وضعوا علامة داخل ملكه الخاص، المتواجد بامي نواقا، بالجماعة الترابية ايت ولال، داعيا جميع الهيئات الحقوقية والإنسانية إلى مساندته ومساندة السكان لحمايتهم من الجفاف. وحاولت هسبريس الاتصال بالجهات المعنية، لنيل تعليقاتهم حول الموضوع، إلا أنهم تهربوا من إعطاء أي تصريح، وأكدوا أن المشروع تم تقديمه وتوقيعه أمام الملك بمدينة الرشيدية.