أقدمت شركة ليديك، التابعة لشركة سويز الفرنسية الحاصلة على حق التدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل والإنارة العمومية بالدارالبيضاء، على إطلاق كميات كبيرة من المياه العادمة غير المعالجة صوب شاطئ المحيط الأطلسي على بعد أقل من 400 متر من مسجد الحسن الثاني. وقال شهود عيان إنهم وثقوا بالصوت والصورة لعملية صب كميات كبيرة من المياه العادمة المصحوبة بالأزبال والنفايات عبر قناة للصرف الصحي مرتبطة بمحطة للدفع بالشريط الساحلي الأطلسي للدار البيضاء، وهو ما تسبب في انتشار روائح كريهة وتلوث مياه المحيط الأطلسي، بالرغم من تواجد محطة لمعالجة المياه العادمة لا تبعد سوى بأقل من 600 متر في منطقة العنق، غير بعيد عن نقطة صب المياه الملوثة. واعتبر عدد من هواة صيد السمك، الذين اعتادوا التردد على الشاطئ المحاذي لمسجد الحسن الثاني، أن ما قامت به شركة ليديك يعبّر عن انعدام المسؤولية من طرف المشرفين على محطة الدفع المحاذية للمسجد، الذين تسببوا في كارثة بيئية حقيقية، وهو ما أكده سراج الدين موسى، رئيس جمعية أولاد المدينة، الذي اعتبر أن الأمر يعكس عدم إيلاء مسؤولي شركة ليديك أي أهمية للبيئة. وأوضح موسى سراج الدين، في تصريح لهسبريس، أن السلطات المنتخبة بمدينة الدارالبيضاء "يجب أن تضطلع بمسؤولياتها في مجال حماية البيئة، عوض الاستكانة إلى السبات في تعاملها مع شركة ليديك الفرنسية، وعوض التساهل معها حتى في الاختلالات التي ترتكبها على صعيد تعاملها مع المشاكل التي يعاني منها البيضاويون على مستوى التطهير السائل في العديد من مناطق المدينة، وتعمدها تلويث الشريط الساحلي الأطلسي للدار البيضاء". مسؤول من شركة ليديك، قال في تصريح لهسبريس: "إن ما وقع على مستوى صب المياه العادمة في المحيط الأطلسي راجع إلى تكدس النفايات في القنوات التي تدفع المياه العادمة صوب محطة المعالجة بمنطقة العنق". وأوضح المتحدث، لدى تقديمه شروحات لهسبريس حول حادث تلويث شاطئ مسجد الحسن الثاني، قائلا: "كنا مجبرين على صب هذه المياه الملوثة، ويجري حاليا تنقية قنوات دفع هذه المياه صوب محطة المعالجة، وهذا الأمر لن يتكرر".