تعتبر حديقة "أكاجيرا" الوطنية في رواندا أحد الشواهد على الإبادة الجماعية التي طالت الحيوانات، فضلاً عن البشر، في تسعينات القرن العشرين. في هذه الحديقة أُبيدَ 300 أسد على يد نازحين من أعمال العنف، حيث سمموا هذه الحيوانات خشية على حيواناتهم الأليفة التي استقدموها معهم. وللوقوف على جوانب هذه الإبادة قال نكوسي هرمان، المرشد في حديقة "أكاجيرا"، في تصريح صحافي، إن الأسود تعرضت لعملية قتل لا تقل بشاعتها عن عمليات القتل بحق البشر التي شهدتها البلاد عام 1994. وأوضح المتحدث أن آلاف النازحين لجأوا إلى الحديقة خلال فترة أعمال الإبادة، مصطحبين معهم حيواناتهم الأليفة، وسكنوا بجانب الحديقة. وأضاف هرمان أن الأسود هاجمت أبقار اللاجئين في الحديقة، وافترست بعضاً منها، ما دفع الناس إلى تسميم الأسود. وأكد أن 300 أسد نفقَ في الحديقة خلال 5 سنوات جراء عمليات التسميم، في الفترة التي صادفت الإبادة الجماعية في رواندا. واستدرك المرشد السياحي أن القائمين على الحديقة يسعون إلى إعادة الحياة الطبيعية وإثراء الحديقة بالحيوانات بعد تلك الواقعة. ولفت، في هذا الإطار، الانتباه إلى أنه يمكن رؤية حيونات مفترسة من فصيلة القطط الكبيرة من قبيل الأسود والنمور، حاليا، إلى جانب الفيلة والبوفالو الإفريقي. وأضاف هرمان أن الحديقة تحتضن نحو 30 ألف حيوان بري حالياً، مشيراً أن دولة جنوب إفريقيا تبرعت للحديقة بسبعة أسود خمسة منهم لبؤات، قبل عامين، ليرتفع عددها إلى 17 أسداً، إلى جانب 110 أفيال، ونحو ألف و600 فرس نهر، وعدد لا بأس به من التماسيح. وشهدت رواندا أعمال عنف واسعة النطاق خلال العام 1994، بدأت في 6 أبريل واستمرت حتى منتصف يونيو من العام ذاته؛ حيث شن القادة المتطرفون في قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة التوتسي. وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم قُتل ما يربو على مليون شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وكانت غالبية الضحايا من قبيلة التوتسي. وانتهت أعمال العنف هذه عندما نجحت "الجبهة الوطنية الرواندية"، وهي قوة ذات قيادة توتسية، من طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة إلى خارج البلاد.