بحضور أصدقائها وعائلتها، ووري جثمان "سيدة الطقس" سميرة الفيزازي الثرى، عقب صلاتَي الجمعة والجنازة بمسجد "اكديرة" بحي الرياض في الرباط؛ والتي وافتها المنية عقب معاناة امتدت ست سنوات مع مرض سرطان القولون. واقتصر مُشيِّعو جنازة الفزازي على عدد من زملائها بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وأقاربها وأصدقائها، فيما كان لافتا غياب مسؤولين رسميين؛ وهي التي كانت بمثابة جِسر ربط بين الأرصاد الجوية المغربية والميدان الإعلامي المستعصي على الباحثين في المجال، وفق تعبير محمد بلعوشي، الذي بدا متأثرا لوفاة صديقته. بلعوشي، المختص في الرصد الجوي وصديق المرحومة، عدَّ لها مساهماتها في تطوير النشرات الجوية، لافتا إلى فضلها في تكريس ثقافة الأحوال الجوية بالمغرب، وعملها على التنسيق بين النشرات العامة والجوية الخاصة. من جهتها أكدت قائمة بلعوشي، التي كانت تبكي صديقتها بحُرقة، أن الحياة لن تمنحها صديقة من مقام سميرة، مضيفة في تصريح لجريدة هسبريس: "فقدنا فيها الأخت والصديقة والفاعلة الجمعوية، والتي كانت تُدخل البسمة على زملائها". واعتبرت المتحدثة أنها أول من التقى الفزازي بالشركة الوطنية، متابعة: "لطالما ساندَتني في السراء والضَّراء، ومن طبعها الابتعاد عن الشنآن والخُصومات، وتحافظ على الابتسامة". علمي الخلوقي، مدير البرمجة والإنتاج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قال إن معرفته بالمرحومة كانت عند التحاقها بالعمل، مؤكدا أن الشركة الوطنية تعيش يوما حزينا بعد أن فقدت إنسانة كفأة وجدية ومحبوبة ولها جمهور واسع. أحمد بناجم، المخرج بالقناة الأولى، أوضح لجريدة هسبريس أنه عمل مع الفزازي لأزيد من 26 سنة، مؤكدا بكلمات مُختنقة بالدموع أنه من غير الممكن اختصار حياتها في تأبين أو تعزية صغيرة، واصفا إياها ب"المسار"، ولافتا إلى إيمانها بالله رغم ما قاسته طيلة سنوات مرضها، لتساعدها عزيمتها وعزيمة زملائها على التشبث بالحياة إلى آخر رمَق.