أكد أستاذ العلاقات الدولية في كلية الحقوق بمراكش المغربية"أن تكلفة الاستبداد في المنطقة العربية باهظة وخطيرة؛ إن على المستوى الداخلي في علاقتها بقمع الحريات الحقوق وصدّ أي تغيير سياسي بناء وإهدار الطاقات وتعطيل مسار التنمية أو الخارجي في علاقته بتدهور النظام الإقليمي العربي وتنامي التهديدات الخارجية والصراعات في عدد من الدول العربية وتأزّم أوضاع جامعة الدول العربية" وشدد لكريني خلال الجامعة الصيفية لمنبر الحرية التي اختتمت أشغالها الخميس المنصرم بمنتجع ضاية الرومي على"أهمية وضرورة تلافي التعميم على الأوضاع في المنطقة(أسبابها؛ خلفياتها؛ سياقها؛ شروطها؛ حدتها؛ أهدافها..) رغم وجود تقارب على مستوى انتشار الاستبداد والفساد والخلل في توزيع الثروة، وعدم إطلاق الأحكام الجاهزة لأن الأحداث تتسارع ولازالت في بدايتها.. ومرشحة للتفاعل والتطور ويصعب التنبؤ بمآلها" وعزا ذات المتحدث التحولات الجارية في العالم العربي إلى" أزمة التنمية وهشاشة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية (التعليم؛ الصحة؛ البحث العلمي؛ هجرة الكفاءات؛ هدر الطاقات والثروات؛ انتشار اقتصاد الريع؛ التباين والتفاوت الطبقي..) و أزمة التغيير نحو الديمقراطية وانتشار الاستبداد مقارنة مع بلدان في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى ضعف وتخلف الإعلام العمومي عن مواكبة التحولات المجتمعية؛ وغياب أو ضعف الأحزاب السياسية والنقابات وفعاليات المجتمع المدني" وفي السياق ذاته توقف لكريني عند "انتشار الفساد بمختلف صوره ومظاهره،و صمت النخب على اختلافها وعدم مواكبتها لما يجري في المنطقة،و تهميش الشباب ضمن السياسات العامة للدول،وشيخوخة النخب السياسية والحزبية وعدم تجددها وعدم انفتاح الأحزاب على الشباب بصورة فاعلة، ووجود مشاكل تتهدد الدولة المركزية (الصومال؛ لبنان ؛ فلسطين) نتيجة لسوء تدبير قضايا التنوع المجتمعي(نزاعات عرقية وإثنية ودينية)" وتساءل لكريني "هل تنحرف الثورات والاحتجاجات أيضا؟ وهل سيتكرر سيناريو الاستبداد؟. مجيبا "يبدو أن مسار التغيير والإصلاح سيكون صعبا وبطيئا ولن تكون بالسرعة المطلوبة وبالحجم الكبير لوجود مقاومة محلية وإقليمية ودولية.. وعدم انخراط النخب في هذه التحولات. وأضاف لكريني أن "القوى الدولية الكبرى تعمل من خلال المؤسسات الدولية ومن خلال سلوكاتها المنفردة في توجيه التطورات بما يخدم مصالحها، وكذا عدم انخراط النخب ومواكبتها للتحولات الجارية وتوجيهها؛وتصادم وصراع مع المحيط الدولي والقوى الدولية الكبرى" ولم يخف لكريني تفاؤله بمصير الثورات العربية قائلا "في ظل الإحباطات والهزائم العربية المختلفة؛ أعادت الاحتجاجات والثورات الشعبية العارمة التي شهدتها مختلف الدول العربية الاعتبار والأمل للشعوب نحو غد أفضل. وإذا كانت هذه التحولات تفرض اعتماد إصلاحات جذرية تروم تحقيق الديمقراطية والتنمية داخليا؛ فإنها تحيل أيضا إلى أن واقعا إقليميا عربيا جديدا يمكن أن يتشكل إذا ما تم استثمار هذه التحولات والفرص للخروج من المأزق الذي تعيشه مختلف هذه الأقطار في عالم متغير" يذكر أن إدريس لكريني أستاذ للعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش قدم خلال الجامعة الصيفية لمشروع منبر الحرية 2011 محاضرتين الأولى بعنوان "الرهانات الاستراتيجية للتحولات الجارية في المنطقة العربية" فيما حملت المداخلة الثانية عنوان"التدخل في ليبيا بين الواجب الإنساني وخطر الانحراف". وحاضر لكريني في الدورة الثالثة للجامعة الصيفية لمشروع منبر الحرية التي حملت شعار "المتغيرات الإقليمية الراهنة ومستقبل العالم العربي:مقاربات سياسية واقتصادية واجتماعية"إلى جانب كل من الفيلسوف والمفكر المغربي محمد سبيلا والأكاديمي المصري عزمي عاشور بالإضافة الخبير الاقتصادي المغربي نوح الهرموزي والباحث السوسيولوجي عزيز مشواط والباحثة التونسية آمال قرامي.