يطل الداعية الإسلامي عمرو خالد، خلال طيلة شهر رمضان، على جمهوره، على امتداد المعمور، ببرنامج جديد اختار له عنوان "نبي الرحمة والتسامح". عمرو خالد قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن فكرة البرنامج تدور حول تسامح النبي في معاملته مع كل الناس، حتى أعدائه، ومواجهة التطرف والعنف بكلام موثق من السنة النبوية، ومن خلال قراءة وفهم جديدين للسيرة النبوية وبرؤية عصرية جديدة بعيدًا عن الفهم المتطرف المتشدد. وأكد المتحدث أن ذلك سيكون من خلال مخاطبة عواطف الشباب ووجدانهم، بما يحميهم من الانزلاق إلى طريق العنف والتطرف، عبر إظهار القيم وأخلاق الرحمة والحب والسلام في حياة النبي ﷺ، في إطار التوجيه الصحيح للسيرة النبوية، بديلاً عن التوجيه الخاطئ الذي أدى إلى استخدامها نحو العنف. وأضاف عمرو خالد: "نريد قراءة حياتيه لسيرة النبي، بحيث يستطيع كل مسلم وغير مسلم أن يجد في سيرة النبي محمد ﷺ نموذجًا يعيش به في حياته اليومية. . نحن نريد أن نعيش حياة النبي وليس عصر النبي .. حياته هي أخلاقه ورحمته وتسامحه ومعاملاته، أما العصر فهو يتغير ويتطور باستمرار". وعن فكرة البرنامج، قال الداعية الإسلامي إنها محاولة لإظهار الجوانب الحياتية المشرقة في حياة رسول الإسلام، وزاد: "أغلب البرامج والكتب التي قدمت عن السيرة في المائة سنة الأخيرة لم تقدم فكرة أن السيرة حياة.. مما كوّن انطباعًا لدى المسلمين أن القراءة السياسية والعسكرية هي فقط سيرة النبي". واسترسل الداعية الإسلامي موضحا: "يقدمون السيرة في المدينة على أنها مجموعة من الغزوات، في حين أن النبي عاش بالمدينة عشر سنين، بينما عدد الغزوات التي غزاها سبعٌ وعشرون غزوة على الأغلب، أي حوالي 540 يومًا، أي سنة وخمسة أشهر تقريبًا، بينما الثماني سنوات والسبعة أشهر المتبقية قضاها النبي كلها في إعمار الأرض والبناء والعمل والإنتاج والتعليم لهذه الأمة". وشدد عمرو خالد، في تواصله مع هسبريس، على أن برنامج "نبي الرحمة والتسامح" يقدم قراءة حياتية للسيرة في ضوء احتياجات الناس خاصة الشباب؛ المتمثلة في الأرزاق والعلاقات الناجحة السعيدة وحل الأزمات والمشكلات والطموحات وآفاق المستقبل والاحتياج الروحي. وأضاف المتحدث: "البرنامج يقدم السيرة في ضوء هذه المحاور الخمسة، وبذلك نكون قد ربطنا حياة الإنسان المعاصر برسول الله ربطاً كاملاً، ونكون في الوقت نفسه قد حمينا شبابنا من التفسيرات الضيقة للسيرة المؤدية للعنف والتطرف". ومن المقرر أن يعرض البرنامج على جزءين لمدة موسمين متتاليين، حيث سيتناول الجزء الأول، الذي سيذاع خلال رمضان هذا العام، مولد النبي ﷺ حتى الهجرة (المرحلة المكية). أما الجزء الثاني سيكون خلال رمضان العام المقبل، وهو من الهجرة إلى الوفاة (المرحلة المدنية)، وتجمع المرحلتين فكرة الرحمة والتسامح.