أحيى مارك فيلا، عازف البيانو الفرنسي المعروف، أولى الحفلات الموسيقية لمهرجان فاس للموسيقى الروحية، بعد حفل الافتتاح، في لقاء مع الجمهور حرص على أن تكون تيمته الحب والسلام. وسافر عازف البيانو الفرنسي المعروف بجمهور فاس للموسيقى الروحية على مدى نحو ساعتين من الزمن إلى عوالم الفنّ الراقي، عبر النوتات الموسيقية الموحّدة لساكنة الكون. مارك فيلا قالَ، قبل شروعه في أداء مقطوعاته الموسيقية على آلة البيانو، إنَّ سبب التوتّرات التي تحصل في العالم اليوم وسوء الفهم بين البشر، حتى داخل مجتمع واحد، "هي فقدان الثقة في الآخر". فقدان الثقة، يضيف عازف البيانو الفرنسي، "يجعل كلّ واحد منا يبحث عن أخطاء الآخر، فتحلُّ محلَّ النظرة التي من المفروض أن تكون جسرا لنقل المحبة بين الناس إلى نظرة مليئة بالشكوك". فيلا قدّمَ مثالا عن شيوع هذه النظرة السيّئة نحو الآخر، بدءا بنفسه أوّلا، إذا قالَ في تصريحات صحافية إنه حين كان يمر في ميناء طنجة، يصادف مشردين "بملابس رثة وشعر طويل، فأقول كم هُو مريع منظرهم"؛ لكنّه قرر أن ينتفض على هذه النظرة، والتخلّص منها، بإلقاء التحية عليهم، "وحينَ تُلقي التحية على أحدهم، يقفز من مكانه مذعورا، ويصيرَ خائفا، لأنّه لم يألفْ أن يحيّيه الناس، لكنه بعد ذلك يشعر بسعادة"، يقول فيلا. وحرص عازف البيانو الفرنسي على إشراك صديقه عازف العود المغربي أحمد همراس في حفله الفني بحديقة جنان السبيل، حيث قدّما وصلة غنائية تماوجتْ فيها ألحان البيانو مع ألحان العود مشكّلة جسرا بين الشرق والغرب. "أنا منخرط في الاتجاه نفسه الذي اختاره صديقي مارك، وننظر إلى الأمور بفلسفة واحدة، ونحن هنا من أجل أن نمنحكم لحظات من السعادة"، يقول عازف العود المغربي لجمهور حديقة جنان السبيل. أحمد همراس، الذي يشتغل أستاذا للموشحات وإطارا مكونا لأساتذة مادة التربية الموسيقية والفنون التشكيلية بمدينة الرباط ورئيس سابق لفرقة زرياب للموشحات العربية، التقى مارك فيلا أوّل مرة في مهرجان بني عمار بمكناس قبل عشرين سنة، حيث كان أوّل عمل مشترك بينهما في إطار اندماج الموسيقى العربية والغربية. وأقام العازفان، لاحقا، سهرات ولقاءات مشتركة في المغرب وفي فرنسا. وعن مشاركتهما في مهرجان فاس، قال همراس: "كانَ الأمر صُدفة، وكانت المشاركة عفوية، وقدْ فسحت له المجال لمارك ليعزف ويستمع إليه الجمهور، تعبيرا عن كرم الضيافة الذي يتميز به المغاربة". من جهة أخرى، عرف اليوم الأوّل من مهرجان الموسيقى الروحية بفاس، في دورته الثالثة والعشرين، حفلا أحيته فرقة Opera wu du Zhejiang الصينية، والذي استعرضت فيه عددا من المسرحيات القصيرة، المستوحاة من التاريخي الصيني القديم، وأدّت معزوفات غنائية. ممثل السفارة الصينية بالمغرب، عبّر في كلمة ألقاها بالمناسبة، عن تشرّف بلاده بالحضور في مهرجان فاس للموسيقى الروحية؛ مشيرا إلى أنّ فرقة opera wu du Zhejiang تُعدّ من أعرق الفرق في الصين، حيث تأسست عام 1956، وتحظى عروضها بإقبال كبير في مختلف القارات.