قال جورج ميتشل، المبعوث الأممي السابق للشرق الأوسط، إن الدول المهيمنة عالميا تحقق فوائد فعلا، "لكن هذه الهيمنة تكون لها مساوئ أيضا، فكل مشكلة، في الوقت المعاصر، يعتقد العالم أن أمريكا وراءها". وأضاف ميتشل، الذي كان يحاضر حول موضوع "هل السلام ممكن في الشرق الأوسط؟"، بجامعة نيو إنغلنلد بطنجة مساء الخميس، إنه عندما كان يسافر إلى الهند كان يسمع من عسكريين باكستانيين أن أمريكا هي سبب "عدم وجود مياه ساخنة في الحمام". وحول عدم تدخل أمريكا بشكل أكثر قوة من أجل إنهاء الصراع والعنف الدائرين بسوريا، قال ميتشل إن أمريكا مهما فعلت فإنها ستتلقى انتقادا، "فهي عندما تدخلت في العراق رفض الكثيرون ذلك، والآن يطلب منها التدخل في سوريا"، مضيفا أن من مصلحتها "تقليل الاضطرابات والعنف"، مع الاحتفاظ للدول بحق "السيادة والحرية". وواصل المبعوث الأممي موضحا: "نحن نساعد من أجل التسامح، لكن لا يمكننا أن نحل بأنفسنا كل مشكلة في العالم؛ فهناك قلاقل عمرها آلاف السنين، قبل حتى تأسيس الولاياتالمتحدة نفسها". ومُعرّجا على القضية الفلسطينية، في السياق نفسه دائما، أضاف جورج ميتشل: "الكثيرون ينتقدون أمريكا في قضية فلسطين، بينما المورد الأساسي لمساعدة الفلسطينيين هي أمريكا. وأنا شخصيا كنت أزور دولا عربية للبحث عن مساعدات للشعب الفلسطيني". "الإجابة البسيطة لإنهاء الصراع هي: نتخلص من الإسرائيليين ونعيش في سلام"، يقول ميتشل مجيبا عن سؤال حول رؤيته لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قبل أن يستدرك: "لكنني أعتقد أن الإجابة هي - بعد سفك دماء كل هؤلاء البشر أن نضع الأسس لندفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التفاوض". وحكى المبعوث الأممي جزءا من تجربته في هذا الصدد قائلا: "لقد شرحت لعرفات وبعده عباس كثيرا، وذكرتهم بالتاريخ؛ ففي عام 1947 أنشأت الأممالمتحدة نظاما دوليا في القدس وتم قبول دولة إسرائيل، والعرب رفضوا ذلك وبدؤوا حربهم، ووقتها كان هناك 6000 يهودي فقط، والعرب كانوا بالملايين واعتقدوا أنهم يستطيعون القضاء على اليهود، لكنها كانت عملية حسابية خاطئة". وزاد المتحدث ذاته: "قلت لهما: انتظرتما 60 عاما، إذن عليكما أن تقبلا الواقع العصيب وتدخلا المفاوضات التي تقود إلى إنشاء دولة إسرائيلية توفر الأمن لإسرائيل والحرية للفلسطينيين". من جانبها، وجهت إحدى المتدخلات سؤالا مباشرا لضيف الجامعة الأمريكية قائلة: "ماذا لو دخل أحدهم بيتك وأراد أن يقيم فيه بالقوة؟"، فأجاب بكل اقتضاب: "ما كنت لأحب ذلك!".