شهد مسجد أسماء الله الحسنى بمدينة سلا، مساء أمس الأربعاء، استنفارا كبيرا في صفوف مصليه، بعد أن اقتحمه مواطن من مالي فور انتهاء صلاة العشاء، محاولا الاعتداء على الإمام باستعمال عصا حديدية، قبل أن يتصدى له المصلون، ويسلموه لرجال الأمن في وقت لاحق. الحادث الذي استنكره المصلون، الذين كانوا يتواجدون في المسجد أثناء صلاة العشاء، دارت أطواره حسب شاهد عيان تحدث لهسبريس بقرية أولاد موسى، الحي الشعبي القريب من مطار سلا الدولي، إذ تفاجأ المصلون بدخول الشخص المذكور حاملا في يده عصا مصنوعة من الحديد، واتجه إلى إمام المسجد الذي كان ما يزال قرب محرابه، محاولا أن يهوي عليه بما يحمله في يده، غير أن سرعة بديهة البعض حالت دون وقوع ذلك. وتابع مصدرنا بأنه فور وقوع الحادث، فرّ منفذ الهجوم من بين الجموع، قبل أن يتم القبض عليه من طرف عدد من المصلين، الذين عمدوا إلى تسليمه لرجال الأمن في المخفر المحلي للشرطة. واستنادا إلى المعطيات المتوفرة، فإن الشاب الإفريقي المعني بالأمر في حدود الثلاثين من عمره، وقدم إلى المغرب من دولة مالي، قبل أن يجد نفسه في حالة تشرد في أحد أحياء الرباط، التي قدم منها إلى سلا بحثا عن مكان يعيش فيه دون ملاحقات قانونية. وفي وقت استنكر عدد من الذين عاينوا الواقعة هذا الفعل الذي اعتبروه غير مسبوق ويمس بحرمة المسجد، قلل مصدر آخر من حدة الواقعة، مبرزا في حديث مع هسبريس أن الشخص المعني بالأمر من المرجح أن يكون مختلا عقليا، تقاذفته قسوة العيش قبل أن يجد نفسه في هذا الحي الشعبي. وزاد المصدر ذاته أن "الشاب المالي في حالة يرثى لها، ومن الواجب تقديم المساعدة له كما تنص على ذلك أخلاق الإسلام..بدل أن تتم مطاردته وتحمليه هذه المسؤولية بدون معرفة حالته". ويأتي هذا المستجد في ظل تنامي الأصوات بمدينة سلا المطالبة بتوقير حرمة المساجد، وتوفير الحماية والأمن في محيطها، بعد أن سجلت حالات نشل باستعمال السلاح الأبيض على مقربة منها، إلى جانب انتشار استهلاك المخدرات في أزقة محاذية لها.