بعد أقل من 24 ساعة على انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا، تأهبت حركته السياسية الناشئة لخوض معركة الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل. وأعلن ريتشارد فيرون، الأمين العام لحركة "إلى الأمام"، والتي كان يقودها الرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، أمس الاثنين، تغيير اسم الحركة إلى "الجمهورية إلى الأمام"، وتعيين رئيس مؤقت جديد لها. وقال فيرون، خلال مؤتمر صحفي إن ماكرون قدّم استقالته من الحركة أثناء اجتماع غير عادي لمجلس إدارة الحركة، مضيفا أن "الرئاسة المؤقتة للحركة أسندت ل كاترين باربارو"، لافتا أن الحركة ستغيّر اسمها لتصبح "الجمهورية إلى الأمام"، لاستكمال "المشروع الذي من أجله انتخب الرئيس"، على حدّ تعبيره. وبدأ أول يوم لماكرون كرئيس منتخب بمراسم مهيبة؛ فإلى جانب الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند، وضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول أسفل النصب التذكاري لقوس النصر في باريس. وهنأ هولاند، خلفه ماكرون، الذي خدم في إدارته لعامين كوزير للاقتصاد، بحرارة قبل بدء الاحتفالات. أما ماكرون، الذي تعرض لهجوم من خصومه خلال الحملة الانتخابية بأنه الوريث المدعوم من الرئيس الاشتراكي الذي لا يحظى بشعبية، فرد بابتسامة رسمية. ووقف الرجلان جنبا إلى جنب خلال أداء الفرقة الموسيقية للنشيد الوطني الفرنسي، وأغنية مرتبطة بالمحاربين غير النظاميين الذين قاتلوا قوات الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية، وقاما عقب ذلك بتحية كبار قدامى المحاربين بهذه الحرب. وأكد هولاند أن تسليم السلطة رسميا إلى ماكرون سيتم يوم الأحد المقبل، بعد أسبوع من فوز ماكرون الكبير على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بنسبة 66 في المائة من الأصوات. ووعد هولاند بأنه إذا احتاج خلفه في أي وقت "لأي معلومات أو أي نصيحة أو أي خبرة... سوف أبقى دائما إلى جانبه". وبعد ذلك بقليل، عاد ماكرون إلى النشاط الانتخابي. وحضر اجتماعه الأخير لحركته السياسية "اون مارش!" حيث استقال من قيادتها قبل تولي منصبه الجديد. وتعتزم الحركة تقديم مرشحين للدوائر الانتخابية البرلمانية، البالغ عددها في البلاد 577 دائرة، بحلول يوم الخميس المقبل، وفق ما أكد فيران، ولن توقع الحركة أي صفقات انتخابية مع الأحزاب الأخرى. وتمشيا مع تعهدات ماكرون، خلال الحملة الرئاسية، فإن ما لا يقل عن نصف المرشحين للحركة في الانتخابات البرلمانية في يونيو المقبل سيكونون من الجدد في عالم السياسة، ونصف المرشحين على الأقل سيكونون من النساء. وبدون أغلبية برلمانية، سيضطر ماكرون إلى إبرام صفقات، لتعيين رئيس للوزراء ودفع برنامجه الإصلاحي، الذى واجه معارضة غاضبة من اليسار. وإذا فاز حزب آخر بأغلبية، فإنه سيضطر إلى تسمية رئيس وزراء من صفوفه، وسيخسر فعليا السيطرة على جدول الأعمال السياسي المحلي. في الوقت ذاته، قالت حليفة مقربة من ماكرون إن "الزيارة الأولى للرئيس المقبل إلى دولة أجنبية" بعد تنصيبه ستكون للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقالت سيلفي جولار، النائبة الفرنسية الليبرالية في البرلمان الأوروبي، اليوم الاثنين، في تصريحات لمحطة "سي نيوز" الإخبارية، إنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان ماكرون سيتفقد قبل ذلك قوات فرنسية متمركزة في الخارج. ولم تعلن جولار موعدا محددا لزيارة ماكرون المرتقبة لبرلين. وكان ماكرون تعهد بتعزيز تحالف برلين – باريس، الذي يعد في صميم سياسة الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يتوجه هولاند، في وقت لاحق من اليوم الاثنين، إلى برلين في اجتماعه الثنائي الرسمي الأخير مع ميركل قبل مغادرته منصبه. كما وردت تهانئ أخرى لماكرون – الذي يعد بسنه البالغة 39 عاما أصغر رئيس فرنسي على الإطلاق - في بيان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ونقلت وكالة "تاس" عن بيان صادر عن الخدمة الصحافية بالكرملين، اليوم الاثنين، قول بوتين: "لقد منحك مواطنو فرنسا السلطة لقيادة البلاد في وقت صعب لأوروبا والعالم بأكمله". وأضاف أن "التهديدات المتزايدة من الإرهاب والتطرف المسلح تؤدي إلى اندلاع صراعات إقليمية، وتزعزع استقرار مناطق بأكملها. وفي ظل هذه الظروف، من المهم التغلب على انعدام الثقة المتبادل والانضمام لجهود السعي لضمان الاستقرار والأمن العالميين". وأكد بوتين استعداده "لتعاون بناء لحل القضايا الملحة على الأجندة الثنائية والإقليمية والعالمية"، مشيرا إلى أن هذا "يصب في صالح الشعبين الروسي والفرنسي".