الفصل 38 يُساهم كل المواطنين والمواطنات في الدفاع عن الوطن ووحدته الترابية تجاه أي عدوان أو تهديد. لعل حادث تبادل إطلاق النار الأخير بين مجهولين ,بزي مدني ,اخترقوا الحدود المغربية الجزائرية؛ضمن تراب جماعة رأس عصفور –قبيلة بني بوحمدون الادريسية- إقليم جرادة؛يسجل ضمن حوادث الحدود التي تقع في مختلف بقاع العالم ؛خصوصا مناطق التوتر. لا زلت أذكر كيف كنا نسمع-ونحن أطفال صغار ,نلهو ونمرح في حي لا زاري ,بوجدة- دوي المدافع في جبال بني بوسعيد الجزائرية ,المحاذية لواحد سيدي يحي. لم تكن الجزائر قد استقلت بعد ؛وكانت الحرب على أشدها بين جبهة التحرير والجيش الفرنسي. ولا زلت أذكر غارة الطيران الفرنسي على جموع من المهاجرين الجزائريين بحي كولوش . كانوا اجتمعوا للتزود من إعانات الصليب الأحمر ؛ويذكر من حضر ضمنهم أن إحدى القذائف انتهى بها الأمر في ما يشبه تلا صغيرا من الدقيق ,تناثر إثرها ,وارتفع بياضه عاليا وكأن الأمر يتعلق بتفجير نووي. تواجد المهاجرين الجزائريين بوجدة ؛كان يدخل في إطار إغاثة الجار ؛مثل ما يقع اليوم على الحدود التركية السورية.لقد تقاسم الكثير من الوجديين مساكنهم مع عائلات جزائرية فرت من نير الاستعمار. من يتذكر اليوم كل هذا؟ يومها كان يمر بطريق الحارة رجل من القوات المساعدة ,يمتطي دراجته الهوائية ,وعلى كتفيه سلاحه (رباعية قديمة). لا زلت أذكر البطولة التي تصرف بها ,لدى سماع دوي القنابل: ترجل مسرعا عن دراجته ,واختبأ كأرنب مطارد خلف شجرة ,وراح يصوب صوب السماء متربصا بالطائرة ,التي كانت مسموعة أكثر منها مرئية. عاد الهدوء إلى الأجواء وما تخلى الرجل عن موقعه القتالي؛حتى ضايقتاه بهمهماتنا وضحكنا الممزوج بالخوف ,مما نسمع وما نرى. هم هكذا دائما رجال القوات المساعدة ,أبطال وان بدون مجد. هذه ذكريات من زمن الكفاح المشترك المغربي الجزائري ؛ نذكرها كشعبين وينساها ,في كل منعطف ,حكام الجزائر. رحم الله رجل القوات المساعدة الذي قضى ,دفاعا عن حدود الوطن ؛ ويجب أن أن يكرم باعتباره أول شهداء الفصل 38 من الدستور.