عاد عمال الوحدة الصناعية بمدينة بوزنيقة التابعة لمجموعة ليوني الألمانية ليتنفسوا الصعداء من جديد بعد إعادة فتح المصنع الذي أغلق أبوابه قبل أربع سنوات بسبب مشاكل مرتبطة بمطالب اجتماعية ونقابية، وصلت المفاوضات بشأنها إلى الباب المسدود في ذلك الوقت. ووقف أغلب المسؤولين بوزارة التجارة والصناعة وجهة الدارالبيضاءسطات "مشدوهين" أمام الزغاريد والتصفيقات والهتافات المعبرة عن الفرح الصادرة عن جميع العاملين بالوحدة المتخصصة في صناعة نظم الكابلات الإلكترونية والكهربائية للسيارات، أثناء إعادة افتتاحها الرسمي. وقال مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، إن إعادة افتتاح هذه الوحدة يعكس الثقة التي يحظى بها الاستثمار في المغرب، وقطاع السيارات على وجه الخصوص. وأوضح العلمي، الذي كان يتحدث خلال حفل افتتاح مصنع عين السبع 3 بمدينة بوزنيقة، إن هذا المصنع سيشغل 3000 من اليد العاملة في الشهور القادمة، مضيفا: "لقد اتفقنا مع ليوني على إنشاء مجموعة من الوحدات الصناعية خلال السنوات القادمة، ستمكن من تشغيل 11 ألفا من اليد العاملة الإضافية المتخصصة في مجال صناعة السيارات وأجزائها". وقال وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة: "هذه السنوات القادمة مهمة بالنسبة إلى مجموعة ليوني الألمانية، ولا بد من التأكيد على أن المستقبل واعد أمام المغرب، والقطاع سيشهد دخول مزيد من الوحدات في مجال صناعة السيارات". وأورد فخر الدين بوقرة، المدير العام لليوني المغرب، أن المجموعة الألمانية "قررت ضخ 650 مليون درهم لإنشاء وحدات ستتيح تشغيل 11 ألفا من اليد العاملة على صعيد كافة وحداتها، إلى جانب إنشاء 3000 منصب شغل إضافية في مصنع بوزنيقة". وأوضح المسؤول بالفرع المغربي للمجموعة الألمانية أن "عدد التقنيين والمهندسين والعمال الذين سيشتغلون مع ليوني في المغرب سيزيد عن 17.400 شخص"، مسجلا أن المجموعة "تعمل على بناء مركب صناعي في برشيد وإعادة استخدام مصانع بوسكورة وعين حرودة، مما سيزيد من تقوية ديناميكية الشركة في المغرب". من جهته، أكد حكيم عبد المومن، رئيس الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات، أن قطاع صناعة السيارات وأجزائها "يعرف نموا مضطردا خلال السنوات الأخيرة"، مضيفا أن"هذا النمو عزز ثقة المستثمرين في السوق المغربي، من ضمنهم مجموعة ليوني الألمانية التي اختارت إعادة افتتاح وحدتها في بوزنيقة بعد سنوات من الإغلاق لأسباب لها علاقة بنزاعات اجتماعية".