مع استمرار الحنق الداخلي وسط شبيبة حزب العدالة والتنمية، منذ الإعفاء الملكي ل"زعيم الإخوان"، عبد الاله بنكيران، من مهام تشكيل الحكومة، والغضب السائد بين قادة الحزب من مسار هذه الأخيرة، استدعت الكتابة الإقليمية للشبيبة رئيس المجلس الوطني للحزب، سعد الدين العثماني، ضمن لقاء داخلي حجبت تفاصيله على وسائل الإعلام. الموعد الداخلي، الذي حضره مساء اليوم السبت بالرباط العثماني بصفة "رئيس الحكومة"، وفق منشور اللقاء الذي يأتي ضمن فعاليات الملتقى الإقليمي لشبيبة العدالة والتنمية والحملة الوطنية الرابعة تحت شعار "الديمقراطية أولا"، خصص لمناقشة الوضع الداخلي للحزب وصِلته بالوضع السياسي الراهن، في محاولة من العثماني تهدئة الأجواء الداخلية وتبرير ملابسات تشكيل حكومته. ويأتي اللقاء التواصلي مع رئيس الحكومة في الوقت الذي جاهرت فيه قيادات من الحزب في الأمانة العامة والمجلس الوطني وتنظيماته الموازية بغضبها من حكومة سعد الدين العثماني، وإعلان أخذ مسافة منها على أنها "لا تعبر عن إرادة صناديق الاقتراع" منذ إعلان تشكيلها من ستة أحزاب واستبعاد عبد الإله بنكيران من رئاستها وتشكيلها بعدت ستة أشهر من التعثر. ووصلت تلك الانتقادات المثيرة إلى درجة وصف عدد من "إخوان بنكيران" ما وقع داخل الحزب بالصدمة والزلزال الداخلي، ونشوب مواجهات وإطلاق مواقف صريحة، مثلما أعلن الفريق النيابي للحزب خلال مداخلته للتعقيب على التصريح الحكومي في مجلس البرلمان، حين قال إنه قرر "المساندة الراشدة والناصحة" للحكومة، بدلا من المساندة الكاملة والشاملة. ومع انطلاق اللقاء الداخلي مع العثماني، داخل المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط، ارتفعت حناجر محتجين غاضبين من ترسيب عشرات الأساتذة المتدربين أمام بوابة المقر، رافعين لافتة "لا للترسيبات المخزنية" وصورة لمحضر تسوية الملف، ونددوا بما وصفوه "استمرار الدولة في نهج سياسة الآذان الصماء تجاه الترسيب الممنهج وعدم تسوية وضعيتهم المالية"، وهو الاحتجاج الذي يأتي أياما قليلة فقط بعد الإضراب الوطني الذي دعت إليه التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين.