اتفقت روسيا وتركيا وإيران، الدول الضامنة لوقف إطلاق النار الساري في سوريا، اليوم الخميس، على إقامة أربع مناطق آمنة في البلد العربي؛ وهو القرار الذي تعتبره المعارضة السورية، الرافضة لأي دور لطهران في عملية السلام، أنه يفتقد إلى الشرعية. وقال أحد أعضاء وفد المعارضة، أثناء مغادرته مفاوضات أستانا، إن "إيران ليس لها الحق في توقيع هذه الوثيقة، لأنها دولة معتدية"؛ وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة "مناطق الحد من التصعيد"، التي تهدف إلى توفير مأوى للمدنيين السوريين. وبعد وقت قصير، نزع أسامة أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة، غطاء الشرعية عن المذكرة الموقعة في العاصمة الكازاخية، مشيرا إلى أنه "اتفاق بين ثلاثة أطراف، ونحن لسنا طرفا فيه". وأضاف أسامة أبو زيد: "لن نسمح أبدا بأن يطلق على إيران في هذا الاتفاق دولة ضامنة؛ إنها مسألة مبدأ. ونيابة عن الشعب السوري، نرفض أي دور لإيران والفصائل الخاضعة لولايتها؛ لأنها دولة معادية للشعب السوري". كما طالبت المعارضة المسلحة، التي حضرت الجلسة العامة اليوم في آخر لحظة بعد انسحابها أمس من المفاوضات، بسحب كافة المقاتلين المدعومين من الجمهورية الإسلامية. ومن جانبه، رحب ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، بالتوقيع على الاتفاق، مشيرا إلى أن "المبادرة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح؛ لأنه سيعزز الحد من التوتر في أربع مناطق". وعلى الجانب الآخر، قللت الوفود الروسية والسورية من أهمية موقف المعارضة. كما وصف بشار الجعفري، رئيس الوفد الحكومي السوري في أستانا، تصرف المعارضة في تصريحات هاتفية ل(إفي) بأنه "ثرثرة لا قيمة لها". وعلى الرغم من عدم تحديد تلك المناطق الأربع بدقة حتى الآن، فإن الدول الضامنة اتفقت على إنشائها في محافظة إدلب وشمال مدينة حمص والغوطة الشرقية وجنوب البلاد. وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ غدا الجمعة، وسيستمر لمدة ستة أشهر تتجدد تلقائيا حال موافقة البلدان الموقعة على الاتفاق. وتلزم المذكرة الدول الثلاث الضامنة بتشكيل "مجموعة عمل لترسيم المناطق" في غضون أسبوعين، بالإضافة إلى "حل بعض المسائل التقنية والتشغيلية الأخرى ذات الصلة بتنفيذ" الاتفاق. ويحظر الاتفاق نشوب أي مواجهة مسلحة داخل "مناطق الحد من التصعيد" الأربع، بما في ذلك تحليق الطائرات المقاتلة. ومع ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أن الطائرات الروسية ستلتزم بهذا الجزء من الاتفاق "إذا لم يتم كشف أي نشاط عسكري". قال بوتين هذه التصريحات عقب لقائه في سوتشي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي يدعو إلى فرض حظر شامل على تحليق الطائرات المقاتلة في المناطق الآمنة.