خرجت قيادة ما اصطلح عليه ب"العشرة الموقعين" من داخل المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمواقف غاضبة من سياسة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب "الوردة"، باتهامه ب"الانفراد" بالسلطات داخل الحزب، فيما شددوا على أنهم ليسوا بحركة تصحيحية "غاضبون، لكن اخترنا منطقا آخر غير المغادرة". وعدّد عبد الكبير طبيح، عضو المكتب السياسي لحزب "الوردة"، في ندوة صحافية نظمها المعنيون بالرباط، مؤشرات ما أسماه بفشل "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" في امتحانات المرحلة الراهنة، مبينا أن الأمر يتعلق ب"الغياب" عن طاولة الحوار الاجتماعي الذي كان من أوائل المؤسسين له، بجانب الغياب على مستوى الجماعات المحلية والتمثيلية النيابية بالبرلمان. ونفى طبيح أن تكون القيادة الغاضبة حاليا من داخل المكتب السياسي "تياراً معارضاً أو حركة تصحيحية"، موضحا أن الأمر يتعلق ب"رافضين للشكل الراهن في التدبير خلال الاستحقاقات المقبلة، فنحن نحمل فكرة"، حيث يضم الفريق كلا من وفاء حجي وحسناء أبو زيد ومصطفى المتوكل وعبد الله العروجي وعبد الوهاب بلفقيه وكمال الديساوي وسفيان خيرات ومحمد العلمي وأيضا محمد الدرويش. وتوقف طبيح عند مشاورات تشكيل حكومة سعد الدين العثماني، إذ أورد أن حزب "الوردة" فشل في طريقة تدبير المفاوضات، موضحا "لم نعترض وقتها على الأسماء المقترحة للاستوزار.. لكن موقفنا الرافض كان على حجم حضور الحزب في الحكومة"، قبل أن يوجه سهام غضبه صوب لشكر، بقوله إن الأخير "لم يحترم القانون الأساسي للحزب الذي يقول إن الاقتراحات يجب أن تصادق عليها اللجنة الإدارية"، مشددا على أن أعضاء اللجنة "لم تكن تعرف الأسماء المقترحة ولم تعرض علينا". "هل نحن أعضاء في الحكومة أم مشاركون فيها؟"، يتساءل القيادي الاتحادي خلال الندوة ذاتها، ليجيب قائلا: "نحن لسنا أعضاءً في الحكومة لأننا نتوفر فقط على كتّاب دولة ووزراء منتدبين"، متابعا قوله بأن هذا الوضع "لا يتيح لتمثيلية الحزب في الحكومة الحضور للمجلس الوزاري، لأن القانون ينص على حضور الوزراء فقط". واعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن هذا الأخير يبقى "خارج السلطة التشريعية"، مبررا موقفه بأن برلمانيي الحزب "لا يمكنهم معارضة الحكومة ولا مساندتها.. فنحن في وضع جد صعب". وتوجه المتحدث بالكلام إلى ادريس لشكر بقوله إن الأخير "يجب أن يكون من حجم قيادات اتحادية تاريخية كعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي وعبد الواحد الراضي"، فيما أكد على لسان "العشرة الموقعين" أن عقد ندوة صحافية يأتي في ظل "انسداد النقاش الداخلي بعد هذه التحولات" و"من أجل توضيح مسارات وملابسات عقد المؤتمر الوطني العاشر للحزب وحيثيات رفضنا للمنهجية المتبعة في الإعداد له". إلى ذلك، نفى عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي أن يكون السبب وراء خروج قيادة "الوردة" الغاضبين من لشكر هو عدم الاستوزار، موضحا أن موقفهم مما وصفه ب"قبول دخول الحزب إلى الحكومة" هو أن "حضورنا في الحكومة من عدمه سيان، ولم يقدم أحدنا رسالة للاستوزار"، فيما اعتبر أن الحزب إثر تلك الخطوة "لم يعد ذلك الحزب الذي قاوم الدولة والانفراد بالسلطة".